![]() انتهاء الاعتصام بعد
1255
يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني ![]() ![]()
Translated
Sheikh's Books |
![]()
2023/09/25
تنبيهات حول ما جاء في بيان حزب العدالة والتنمية بخصوص زلزال المغرب
لقد طالعت البيان الذي أصدره حزب العدالة والتنمية عقب الزلزال الذي ضرب المغرب، والذي صدر يوم السبت 07 ربيع الأول 1445 هـ الموافق لـ: 23 شتنبر 2023م، برئاسة الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الإله بن كيران؛ على جريدة هوية بريس في اليوم الموالي (أي الأحد). ولقد شدت انتباهي أمور وردت ضمن البيان، نرى أنه من الضروريّ التّوقّف عندها لنقول: 1. جاء في البيان: [ودعا في هذا الصدد السلطات العمومية إلى أخذ الدروس من هذه الهبّة الشعبية، والعمل على صيانة وتعزيز هذه الثقافة التضامنية التي يتميز بها الشعب المغربي، بدل التضييق عليها أو الحد من فعالياتها، كما يحصل للأسف مع العديد من المبادرات الإحسانية طيلة السنة، منبها أن شعبا بهذه المواصفات المتحضرة لا يليق أن يمنع أو يضيق عليه في تنظيم القوافل، وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية وغيرها، في سائر الأيام والمناسبات.]: وهذا لا ينبغي أن يكون، لأن الدولة ينبغي أن تنظم المبادرات وأن تتحقق منها؛ فما كل مبادرة يُراد منها وجه الله. ويتضح من هذه الدعوة، أن أفراد حزب العدالة والتنمية، يريدون العمل على مبدأ "الإخوان" الذي ألفوه، وكثيرا ما استغفلوا الناس به وتاجروا بحاجتهم إلى المساعدة. وهذا الصنف من الأعمال لا شك أنه مخالف للشريعة الإسلامية التي تحمي الضعفاء من سطوة الأقوياء، والتي تحضّ على إخلاص العمل لله من دون استثمار سيّاسيّ له. والعجب، هو أن هؤلاء الإخوان (الذين يُنكرون دائما -على عادة الإخوان- أنهم إخوان)، ما عادوا يستحيون من إظهار فسوقهم، وإظهار الحنين من أجل العودة إليه بعد أن ضُيّق عليهم. وفي المقابل، فنحن هنا لا نقرّ للدولة بأنها تُحسن معاملة فقراء المناطق المهمّشة دائما، التي تُرصد لها الميزانيات، ولا أحد يسأل فيما بعد عن مآلها. فلا الدولة تمكنت من حماية المستضعفين كما ينبغي، ولا الإسلاميون سيحمونهم من أنفسهم لو سكتت الدولة. وعلى هذا، فإن هذه المناطق ستبقى معرّضة للإهمال وللاستغلال، إلى أن يأذن الله... 2. ويضيف البيان: [... لكن في المقابل لا أحد ينبه أو يذّكر بما ينبغي أن يراجع على ضوء ما كشفه هذا الزلزال من خصاص وتفاوتات مجالية.]: لا أحد يمكنه الآن مراجعة الأسس السياسية والقانونية لما ذكره البيان هنا، لأن المغاربة -والعرب من بعدهم- لم يبلغوا أهلية النظر في هذه الأسس بعد؛ وهذا، لأننا جميعا، ما زلنا نجتر سياسات استعمارية مسمومة، على مدى العقود الماضية. وقد يبدو هذا غريبا للوهلة الأولى في نظر السطحيّين، لكن الحقيقة هي أن التغيّرات المتعلقة بالبلدان والشعوب، تتطلب فترة من الزمان، يتمّ الخروج فيها من آثار المرحلة الأولى، من أجل الدخول في المرحلة الثانية: ما بعد الاستقلال... 3. ويضيف البيان: [ولكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها…]: لقد دعوتم إلى المراجعة الفردية فأصبتم، وكان ينبغي أن تدعوا إلى مراجعة جماعية بصفتنا شعبا (لا أمة) حتى نوافقكم من غير تردد. أما المراجعة بمعناها العام والسياسي، فهي تحريف منكم للدين، تريدون أن تجعلوا الزلزال الذي أصيب المغرب به جزاءً على هزيمتكم الأخيرة في سوق السياسة؛ وهذا لعمري من أكبر الضلال والإرهاب. هو من الضلال، لأنكم تخالفون به حقيقة الإسلام المتجاوز للنظرة السياسية الحزبية الضيّقة في أصلها، والتي هي عندكم الآن قد أصبحت قبرا لمقبوريها. وهو من الإرهاب، لأنكم تريدون أن يشعر الناس بالذنب حيث وقع بكم ما وقع، وأن يعودوا إلى الخضوع لكم، حتى لا يصيبهم زلزال آخر. وهذا من الاحتيال ومن الكذب الذي يُحرّمه الإسلام؛ خصوصا وأن غايته واضحة: وهي إخضاع الناس لغير الله ورسوله... 4. ويضيف البيان: [وفي سياق الحديث عن المراجعة، تساءل الأخ الأمين العام عما أثير في سياق هذا الزلزال حول صندوق تنمية المناطق القروية والجبلية، والذي رُصدت له ميزانية كبيرة تفوق 54 مليار درهم، وعن أثرها على واقع ساكنة هذه المناطق وبنيتها التحتية ومعيشها اليومي، مستحضرا بأسف ما وقع من نزاع بين وزيري الداخلية والفلاحة سنة 2016، حول الإشراف على هذا الصندوق، ومتسائلا عن الإنجازات الحقيقية لهذا الصندوق، مؤكدا أنها أسئلة مطروحة على الجميع، بما فيها على حزبنا، وتحتاج إلى التوضيح والبيان واستخلاص الدروس للمستقبل.]: ا. يتضح من هذا الكلام أن ابن كيران، ما زال تحت تأثير المعاناة التي عاشها إبّان أزمة حكومته عند تكليفه الثاني، والذي دام بضعة أشهر، قبل أن يُطاح به في مسرحية لا يتم إخراجها إلا في بلدان هشّة سياسيا مثل بلادنا. ولقد اشتكى ابن كيران من استحواذ أخنوش (وزير الفلاحة آنذاك) على صندوق تنمية المناطق القروية والجبلية، رغما عنه. وبقي يُعيد الشكوى، متناسيا أنه هو من كان ينبغي عليه أن يتخذ موقفا يليق برئيس حكومة، لا بمقدّم (المصطلح يعني في النظام المغربي عونا للسلطة يكون في آخر ترتيبها، وهو يُشبه معنى المخبر عند المصريّين أو المختار عند الشوامّ) مكلّفٍ بمهمة رئاسة الحكومة. ب. ما كان على ابن كيران أن يسمح بنزاع بين الوزراء يخرج عن سلطته، إلا وهو يُقرّ على نفسه بأنه ليس كفْئا للمنصب؛ وإنما جاءت به رياح الربيع العربي كما يعلم، بعد مشيئة الله. وليس هو أول رئيس حكومة في البلدان العربية يكون واجهة ومنشفة أيدٍ، ولا آخرهم. ولكن الإقرار بالحقيقة، إن كان يبغي مراجعة حقيقية سياسية، يقتضي منه الاعتراف بالخلل الذي دخل عليه، ووافق عليه من غير أن يرفّ له جفن. نعم، إنه كان يظن -كما ظنّ غيره- أنه سيتمكن من ملاعبة المخزن؛ فلم يشعر إلا وهو ملقى على الأرض والحكم يعدّ على رأسه، ليُعلن خروجه من المباراة. والتعبير هنا مجازيّ كما لا يخفى!... ج. أسئلتك يا ابن كيران لا تعني الجميع، من العامة الذين لا كلمة لهم؛ وإنما هي تعنيك أنت وأمثالك ممن تقلّدوا المناصب الكبرى. فهل تُغيّبهم عند اقتسام المغانم، وتُحضرهم عند حلول الحساب؟!... إنه منطق الجور الذي ألفتموه، ومنطق التدليس!... ألا تخاف من ربك أن يحل العقاب (الدنيوي، وأما الأخروي فعدل محض) بغيرك وأنت وحزبك هما المذنبان؟!... أين إسلامك الذي كان ينبغي أن يحجزك عن مثل هذه الموبقات؟!... د. وأما المستقبل الذي تتكلم عنه، فلن يطلع علينا صباحه وأنتم وأمثالكم من الكذبة ضمن المعادلة السياسية الوطنيّة!... 5. ثم يضيف البيان: [كما أكد الأخ الأمين العام أن الحزب مطالب بالحفاظ على هويته والتشبث بمرجعيته وتميزه، لاسيما في ظل ما تعرفه الساحة السياسية الوطنية التي ابتليت ببعض الأحزاب التي لا تتنافس -إلا من رحم ربك- في خدمة المواطن والمصلحة العامة بقدر ما تتنافس على جلب المناصب والمصالح الذاتية ولذوي القربى، حتى ترسخ في ذهن المواطن أن الدولة تسعى من جهتها للقيام بما يجب، لكن في المقابل تظل المؤسسات الأخرى من الحكومة ومجلس النواب ومجلس المستشارين والجماعات الترابية وغيرها غائبة وعاجزة عن القيام بواجبها، وذلك لكونها مؤثثة على العموم بكائنات لا تمثل الإرادة الشعبية، ولا علاقة لها بالعمل السياسي النبيل والمسؤول، وعاجزة كليا عن التواصل المباشر والمسؤول مع المواطنين، ومعتبراً أن مثل هذه الممارسات لا تليق بنا كأمة عريقة وكشعب مغربي، ما فتئ يعطي الدروس للعالم في أفراحه وأتراحه، فضلا عن كونها تعطل التنمية وتعمق الفوارق المجالية والاجتماعية.]: ما أكذبك يا ابن كيران (ونحن نخاطبك لأن البيان أتى ممهورا بتوقيعك)!... فهل تزعم أنك كنت أنت وأصاحبك تمثلون الإرادة الشعبية؟!... إلا إن كنت تعتبر الذئاب الجائعة التي صعدت من أسفل الطبقات المنحرفة (بالمعنى الشرعي) نخبة شعبية حقيقية!... وإن كنّا دائما نراهم قلة من الناحية العددية المعتمدة في ديمقراطيتكم المقدّسة (بالمعنى الأجنبي للكلمة)!... ونذكّرك هنا بالآتي: ا. أنت كنت تعلم أنك لا تمثل الإرادة الشعبية، ولكنك مع ذلك، قبلت أن تقوم بالمهمة كما تُراد منك. فلا يحق لك الآن أن تأتي مشتكيا وكأنك أنت المظلوم. نعم أنت مظلوم بمنطق أنانيتك، حيث لم يُسمح لك بالاستمرار في إشباع انحرافك؛ ولكنك ظالم بالمنطق المجرد، لأنك كنت في الطرف المنكّل بالشعب!... ب. كفاك يا ابن كيران من الكلام عن المرجعية، التي ما تركت لها من معنى بتقلّباتك!... ومرجعيتكم، ليست الإسلام كما تزعمون وزعم قبلكم منظّرو الإخوان في المشرق وفي المغرب، حاشى الإسلام أن يكون كما قدّمتموه!... بل مرجعيتكم الماكيافيلية الشيطانية، التي ركبتْ على الدين التقليدي عند جهل الناس بحقيقة الدين في هذه الأزمنة المتأخرة... تريد بتدليسك هذا أن تقلّل من قيمة المرجعية الدينية لدى شطر من المغاربة على الأقل!... أنت تعلم يقينا، أن كثيرا من المغاربة هم مسلمون صادقون؛ فلمَ تتجاهلهم في اعتبارك، وتتقدّم أمامهم وكأنك مـُرسَلٌ مِن قِبَل الله، ليس أمامهم من خيار إلا الانقياد لك؟!... ج. أنت تعلم أن مجلس النواب ومجلس المستشارين هما مجلسا "كومبارس" بالاصطلاح المسرحيّ، وأن المجالس الجماعية بالتّبع هي مجالس انتهازيّين في عمومها؛ لم تأت إلا لتغنم مع الغانمين، لا لتخدم مصلحة ما. ومن سيترك القليلين من النزهاء في المجالس المذكورة كلها، ليبلغوا ما هم بالغوه، وقد تواطأتم على العمل الحزبيّ القائم على انقسام الشعب الذي لن يُفضي إلا إلى شرّ؟!... فأنت تعلم كم من سجين لُفّقت له التهم وغُيّب في الزنازين، لا لشيء، إلا لأنه كان ينغّص على السارقين سرقتهم، وعلى ناهبي المال العام نهبهم!... لا تتظاهر -أصلحني الله وإياك- بأنك لا تعلم هذا، وأنت من كان يُشرف في يوم ما على التنسيق بين هذه الجهات الموبوءة كلها!... د. نعم، إن ما ذكرته بإغراض، لا يليق بنا بصفتنا مغاربة مسلمين؛ ولكنك لست عندنا من المغاربة الأنقياء حتى تقول ما قلت. بل الذي يليق بك، هو أن تقرّ بأنك كنت بلاء على الشعب المغربيّ مع من يستضعفونه وينكّلون به؛ فإما أن تتوب وتُعلن توبتك، لعلّ الله أن يغفر لك؛ وإما أن تتمادى على ما أنت عليه، فتزيد أوزارا على أوزارك الأولى؛ ولكن لا تأتنا في صورة المظلوم المستضعف. ولعلّك تعلم أنني لست خصما سياسيا لك، حتى تتهمني في ذهنك بأنني أغالبك بالمنطق السياسي؛ فلا تكذب على نفسك!... أنا كنت في اعتصام مفتوح في مدينتي الأولى، دام ثلاث سنوات ونصفا، عندما كنت أنت رئيس حكومة، وكانت أكثر من وزارة تابعة لحزبك... والظلم الذي نالني في زمانكم، زمان الإسلاميّين، لم ينلني حتى من عتاة اليساريّين، وقد آذوني... فصهٍ!... هـ. نعم إن باستطاعة الشعب المغربي، تحت قيادة ملكه، أن يعطي دروسا للعالم في جميع المجالات، السياسية منها على الخصوص؛ لكن عندما يُغادر صفّ نخبته أمثالكم، وعندما يمُجّكم الشعب مجّا، كما تُمجّ حُفالة الطعام أو الشراب... 6. ثم يضيف البيان: [وفي الأخير، انتقد الأخ الأمين العام بعض الأصوات الإعلامية المغرضة التي لا تتوقف عن مهاجمة الحزب وتحميله المسؤولية عن كل ما وقع ويقع، مؤكدا أن الحزب قام بواجبه بشرف ومسؤولية في إطار الصلاحيات المخولة له وبالرغم من كل الإكراهات المعروفة، وأنه يحق لنا كحزب أن نعتز وأن نفتخر بفضل الله علينا لكوننا قمنا بدورنا وواجبنا بإخلاص وصدق ووطنية، ومؤكدا أن الحزب سيواصل القيام بما يلزم وأن عليه أن ينصح وأن يعبر بقوة وجرأة عن قناعاته ومواقفه لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.]: اللهم، لا!... ما قمتم بواجبكم، ولا عكستم الشّرف فيما قمتم به؛ إلا إن كنت تعدّ خطاباتك أمام الجماهير المستأجرة أو المستغفلة جهادا، لم يبلغ طوره غيرك!... ولقد أحسن المغاربة إذ سمّوها "الحلقة" بالاصطلاح الشعبي المغربي... وأما الصدق، فأنتم لا تعرفونه، لأنكم لم تتربّوا عليه؛ رغم تلبسك به وقتيا عند إرادتك استغفال الناس، وعندما تكون مسحة الصدق ضرورية، ولو من باب التظاهر. فهذا لا يُنكر لك؛ بل هو ما جعلك أقدر من أصحابك على الريادة في زمن الرداءة... وأما الوطنية، فصار يدّعيها كل من هبّ ودبّ، بعد أن صار الوطن صنما يُتخفّى خلفه، وتُتّقى به الأنظار الفاحصة!... فاركب غيرها!... وأما كيلُك المحاسن لحزبك، فهو من العصبيّة الجاهليّة، بما أنه لا تحزّب تحت الشريعة الإسلامية. وحكمك عليه بأنه قام بما ينبغي وسيواصل، وأنه ينصح بصدق وإخلاص ووطنية، فهو كذب وافتراء؛ لأنكم لا تفهمون هذه المعاني، إلا بما يخدم أغراضكم الإخوانية. فكفى تهريجا ومغالطة!... وأما ما ختمت به الأمانة العامة للحزب بيانها، فإننا نشاركها فيه ونؤكد معها عليه؛ إلا ما كان من دعوة إلى ديمقراطية لا نتبناها نحن، أو مما هو من الأمور التنظيمية الداخلية التي توجّه بها قيادة الحزب قواعدها... وفي الختام، فإننا نأسف لاضطرارنا إلى مخاطبة إخوتنا في حزب العدالة والتنمية بهذا الخطاب، ونحن الذين سلكنا كل مسلك في مناصحتهم سابقا، على ما بهم من استعلاء إخوانيّ غير خفيّ: فمن كتابة للمقالات في إبّان الأحداث، أو من مخاطبة مباشرة لبعض منتسبيهم وهم أقل من القليل، إلى تحذير الناس من شرهم، عندما كنّا نراهم ينتهجون خطاب الاستغفال المـُحرّم شرعا، من دون أدنى تورّع... نسأل الله تعالى أن يجعل ثقل كلامنا على نفوس "إخواننا" كفّارة لهم، وأن يوفّقهم إلى توبة نصوح تعود بهم إلى زمرة المتقين، وأن يغفر لنا ولهم، ويجعلنا جميعا خَدَما لهذا الدين ولهذه الأمة، إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين... توضيحات بخصوص تعليق الأستاذ أفتاتي (كُتبت لاحقا): لقد أثار بيان حزب العدالة والتنمية المذكور أعلاه ردود أفعال مختلفة، منها ما صدر عن القياديّ الوجديّ في حزب العدالة والتنمية، نرى أنه من الواجب إلحاق تفكيك له بعد التنبيهات السابقة، وقد أخذنا كلامه عن جريدة هوية بريس أيضا، ضمن مقال بعنوان: "بيان “البيجيدي” حول زلزال الحوز.. أفتاتي ينتقد بنكيران"، والذي صدر بتاريخ: 25 سبتمبر 2023: 1. يقول الأستاذ أفتاتي: [البيان خطأ جسيم ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تساير عبد الإله بنكيران فيه.]:نعم، البيان خطأ جسيم، لكنّ مرتكزات الأستاذ أفتاتي تختلف عن مرتكزاتنا، وسنرى ذلك جليّا فيما يأتي... 2. ثم يضيف: [اعتبار الزلزال غضبا من الله خطأ شائع في الثقافة الإسلامية، ويدخل في باب العقائدية والفكرية.]: الأستاذ أفتاتي يُبين عن أيديولوجيا الإخوان، والتي تخالف ما سمّاه هو "الثقافة الإسلامية"، وما هي إلا الإسلام نفسه. يقول الله تعالى: {وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمٍ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام: 42]؛ أي: لعلهم يتضرعون إلينا لنرفع عنهم البأساء والضرّاء (البلاء). ويقول سبحانه: {وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَاۤءُوهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِینَ أَجۡرَمُوا۟ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَیۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ} [الروم: 47]، والانتقام لا يكون إلا عن غضب ربّانيّ. ثم إن تذكير الله للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، بسنته في الأمم السابقة، هو إنذار لهذه الأمة من أن ينالها ما نالهم، إن هي ارتكبت ما ارتكبوه من آثام. وعلى الأستاذ أفتاتي أن يعلم أن من لا يُصدّق الله في كلامه المحكم، فإنه يكون كافرا؛ ولن تنفعه أيديولوجيا أعمت بصيرته أو سياسة أخذت بلبّه!... ثم على الأستاذ أن يعلم أن العقائد الإسلامية ليست فكرا، وإنما هي تصديق لقول الله ورسوله، بعيدا عمّا تُنتجه العقول من أفكار؛ وإن كان المتكلمون عندنا قد أخطأوا عندما توهموا تحكم العقل في العقائد!... وبقي خطأهم يجرّ الويلات على الأمة إلى الآن!... 3. ثم يضيف أفتاتي: [هذه الأخطاء، لا ينبغي أن تتسرب لهذه الهيئات الإصلاحية.]: ما سمّاه أفتاتي أخطاء، ليست هي الأخطاء الحقيقية، وما يعتقده إصلاحا لدى هذه الهيئات، ليس إصلاحا؛ بل هو الإفساد بعينه... 4. ثم يضيف: [أنا لا أتفق مع ذلك الكلام، لأنه غير سليم من الناحية العقدية والفكرية. وهذه القناعة غير صحيحة، لأنه لا يمكن أن نقول إن جزيرة الوقواق ضربها إعصار، وهذا غضب إلهي.]: ا. من أنت لتتفق أو لا تتفق؟... فالمسألة أحكام شرعية، لا آراء سياسية!... أم صار الدين عندكم رأيا، معشر الإخوان؟!... ب. ثم ما أدراك أنت بالعقائد الإسلامية الصحيحة؟... فهل تظن أن أيديولوجيا الإخوان المسلمين هي العقيدة الصحيحة؟... إنك لواهم إذاً!... ج. إن جزيرة الوقواق إن ضربها إعصار، كما تقول، لا يمكنك الجزم بأن ذلك ليس من غضب الله، إن كنت تُدرك بعض المنطق العقليّ. وما نراك إلا قد غلبك جبنك أمام العلمانيّين والملحدين، حتى صرت تتحرّج من إظهار إيمانك إن بقي لك من إيمان!... 5. ثم يضيف القائل: [ما كان ينبغي للأمانة العامة أن تضمّن كلام الأمين العام في البيان، وقد يفهم منه أنه إقرار أو اتفاق معه، وأنها تشاركه تلك القناعة وتتقاسمها معه، وهذا أستبعده.]: ونحن نشاطرك الرأي: ذلك لأن الأستاذ ابن كيران، أراد بكلامه أن يُخفي عقيدة الإخوان الفاسدة، وأن يتماهى مع الشعب المغربيّ؛ فقمت أنت بغبائك لتفضحه وتفضح كل من هو على عقيدتكم ممن سكت له. ونحن قد حذّرنا الناس مرارا من ضلالكم، ولكنّ أغلب الناس لا يسمعون!... 6. ثم يضيف: [بنكيران إنسان صوفي، وأن تتسرب إليه مثل هذه الأفكار الخاطئة فهذا أمر ليس مستغرب، كما قد تكون عنده بعض المبالغات في كل الأحوال، وذلك ما كان ينبغي أن يضمن في البيان.]: أ. ما أكذبك!... ومتى كان الإخوان السروريّون يقبلون أن يترأسهم صوفيّ؟!... ما أكذبك!... ب. وما أدراك أنت بالتصوّف؟... هل صار التصوف في متناول عقول أمثالك؟!... أم تريد أن تجعل لأمينكم العام سندا من التصوف، حتى تميّز ضلاله عن ضلالكم؟... ومتى كان الضلال يختلف عن الضلال؟!... ج. سنرى بعد انتقادك لرئيسك، هل سيقبل وصفه بالصوفيّ، مع أنه شرف لن يناله، إلا أن يشاء الله؛ أم إنه سيجد مخرجا آخر؟... فأنتم معشر الإخوان حربائيّو الصفات!... د. عند قولك: "وذلك ما كان ينبغي أن يضمن في البيان."، فهل تعني أن كل من حضر جلسة كتابة البيان لا رأي لهم، وأنك وحدك من كان ينبغي أن يُستشار؟... فإن كان إخوانك إمعة، لا يُقدّمون ولا يؤخّرون، فلمَ تزعمون ديمقراطية داخل حزبكم (مع أننا لا نقر بها)، لا توجد ضمن الأحزاب الأخرى؟!... فلطالما سمعناكم وأنتم ترددون ذلك!... 7. وأما قول أفتاتي: [الله لا يملك الجمارك في الأرض. هذا من الناحية العقائدية والفكرية خطأ شائع، والابتلاء يكون بالسراء والضراء، ولكن الكيف والتفاصيل بالزمن والمكان لا يعلمه إلا الله.]: ا. هذا القول كفر، ونحن ندعو قائله إلى التوبة منه عاجلا. والله يملك السماوات والأرض وما بينهما، وما الجمارك إلا ملك من ملك الله الواسع. واسم الله الملك، ثابت بالقرآن، فلا مجال لإنكاره. يقول الله تعالى: {وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی لَمۡ یَتَّخِذۡ وَلَداً وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكٌ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ وَلِیٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِیرَۢا} [الإسراء: 111]، ويقول سبحانه أيضا: { فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِیمِ} [المؤمنون: 116]. فما بقي لأفتاتي، إلا أن يعود إلى الحق، أو أن يزلّ زللا عظيما... ب. إذا كان الابتلاء بالسراء والضرّاء، فلمَ تصرّ على استثناء الضرّاء؟... فنحن ننصحك أن تدرس المنطق قليلا، حتى لا تقع في مثل هذه الشناعات!... ج. قولك لا يعلمه إلا الله، تألٍّ على الله؛ لأن الله قد يُعلّم عباده ما لا علم لك به لا أنت ولا أمثالك. ولسان حالك وحال إخوانك يقول: ما لم نعلمه نحن، لا يمكن أن يعلمه غيرنا؛ لأننا أعلم الناس على الأرض!... قبّح الله الجهل!... 8. ثم يختم أفتاتي بقوله: [التنظيمات الإصلاحية في حاجة إلى الفرز وتصحيح الأفكار غير السليمة عند عامة الناس، وقبل ذلك عند النخبة.]: ما تسميه أنت تنظيمات إصلاحية، هي مظاهر للفسوق العام في الأمة الإسلامية، وهي طفح جلديّ يدل على أن دم الأمة قد تلوث بالفلسفات المختلفة، خصوصا منها ما يصب في خدمة الحزب الدّجّاليّ الآن. وأفضل شيء يمكن أن يحدث لها، هو اندثارها أصلا وفروعا، وإن تسترت الفروع كثيرا تحت تسميات مضلِّلة. وبعد أن فضحتكم ثلة من علماء المسلمين، على مرّ العقود الماضية، فها هم غير المسلمين يتتبعون عوراتكم ويضعونها تحت المجهر، فمتى ستفيقون!... من النماذج الفاضحة لإجرام الإخوان المسلمين عن قريب، الباحثة الفرنسية: "Florence Bergeaud-Blakler" (فلورانس بيرجو-بلاكلير)، في كتابها الذي أمضت في تأليفه ثلاثين سنة: "Le Frérisme et ses réseaux" (الإخوانية وشبكاتها)، فمتى ستفيقون، وقد أصبحتم عالة على الأمة، يحسب الناس عليها انحرافاتكم الدينية قبل أي انحرافات أخرى!... والحمد لله رب العالمين... |