انتهاء الاعتصام بعد
1255
يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني
Translated
Sheikh's Books |
2023/12/25
القضية الفلسطينية: من المنظوريْن: الديني والعقلي (12).2.
الفصل الحادي عشر: دولة إسرائيل من الداخل-2-
(تابع) 7. المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: ا. المنظمات اليهودية: يعود تاريخ نشأتها إلى بداية القرن العشرين، حين همّت زعامات المستوطنات اليهودية في فلسطين بتكوين ميليشيات تقوم على حراسة المستوطنات اليهودية، وردع أي ثورة فلسطينية تقوم في وجهها. وكانت من أبرز الميليشيات منظمة "الهاغاناه" (الدفاع)، التي كانت أساسًا للجيش الإسرائيلي، والتي تعاونت مع الجيش البريطاني في فلسطين ضد تهديد الغزو النازي في الحرب العالمية الثانية قبل معركة العلمين بمصر. ومن بين المنظمات الأصغر يجدر ذكر "الإرغون" (تعرف أيضًا باسم إيتسل)، ومنظمة "شتيرن" (المعروفة باسم ليحي) اليمينية المتطرّفة. وخلال حرب 1948م، كان الإرغون المسؤول عن مذبحة دير ياسين الشهيرة. وقد تم فكّ المنظمات العسكرية التي لم تندمج في الجيش الإسرائيلي، بعد تأسيس الدولة بقليل، كما هو شأن الدول كلها. وليتنبه القارئ إلى أننا لا نناقش مشروعية قيام دولة إسرائيل، ولكن نتناول واقع دولة إسرائيل؛ وهذا، لأن كثيرا من الناس، ينصرفون عن النظر إلى الواقع الذي يخالف مبادئهم، ليبقوا في حالة إنكار، لا تزيدهم إلا حيرة وبعدا عن الحال. والأمر يُشبه كثيرا، إنكار بعض صنوف المرضى لأمراضهم!... ب. قوات الدفاع الإسرائيلية: معظم الإسرائيليين فوق سن الثامنة عشرة، يتم تجنيدهم في الخدمة العسكرية الإلزامية، مباشرة بعد إكمالهم مرحلة الثانوية العامة. وتكون فترة الخدمة للذكور ثلاث سنوات، وسنتين للإناث. وبعد انتهاء الخدمة للذكور، يوضعون في سلك الاحتياط حتى عمر الأربعين، ويستثنى عرب إسرائيل من الخدمة العسكرية ما عدا الدروز. ويبلغ تعداد قوات الدفاع الإسرائيلية ما يقارب 168,000 فرد، ويبلغ احتياطي الجيش حوالي الـ 408,000 فرد. وتتشكل قوات الدفاع الإسرائيلي من الجيش الإسرائيلي، والقوة الجوية الإسرائيلية، والبحرية الإسرائيلية. وقد أُوجدت هذه القوات عام 1948م، وتكونت بالأساس من منظمات غير رسمية (ميليشيات) على رأسها منظمة "الهاغاناه" سابقة الذكر. ويتفرع عن قوات الدفاع الإسرائيلية ما يعرف بشعبة الاستخبارات العسكرية، التي تُعرف اختصاراً بـ "آمان"، والتي تتعاون بدورها مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شاباك"، ووكالة الاستخبارات الإسرائيلية "موساد". ويعد الجيش الإسرائيلي من أكثر الجيوش تطورا من جهة التدريب، والتجهيز العسكري، والتقنية المستخدمة. وتقوم إسرائيل بتصنيع العديد من قطعها الحربية، وينقسم فيلقها التصنيعي بين تصنيع خالص، وإضافة تطويرات على الأسلحة المستوردة. وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، الشريك الرئيس لإسرائيل في المجال العسكري، حيث من المقدر أن تبلغ قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل بين عامي 1948م - 2023م ما يقارب 158 مليار دولار؛ وتنتج إسرائيل دبابات "الميركافا" وبارجات "ساعر 5"، وأَنتجت بمساعدة أمريكية، نظام القبة الحديدية، المضاد للصواريخ قصيرة المدى، ومنظومة صواريخ "السهم"، وهو النظام الوحيد في العالم المضادُّ للصواريخ الباليستية، هذا بالإضافة إلى اعلان إسرائيل امتلاكها لأسلحة دمار شامل، هي عبارة عن رؤوس نووية؛ بعد تصريح "مردخاي فعنونو" في عام 1986م، وتصريح "أولمرت" عام 2006م. ويعود تاريخ اهتمام إسرائيل بإنتاج السلاح المتطور محليا، إلى فترة حرب السويس عام 1956م، حيث بدأت بتكوين قاعدة صناعية أساسية، تطورت بعدها إلى مؤسسة "إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء". وتنتج حالياً العديد من آلات الحرب، من ضمنها المطيّرات([1]) (الدرون)، التي تُستعمل للاستطلاع، وكذلك لضرب مواقع عن بعد. وتقوم إسرائيل بتصديرها إلى روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وكندا، وقد استُخدم بعضها في أفغانستان. غير أنه رغم توافر الأسلحة المتطورة للجيش الإسرائيلي، وتوافر التجهيزات الحديثة والتكنولوجيا، يبقى الجندي الإسرائيلي من أضعف الجنود على الأرض. ومعلوم لدى العسكريين من مختلف الجنسيات، أن الجندي هو العنصر الأساس لكل جيش. ومن هنا كان العرب والمسلمون إذا خاضوا حربا، أبلوا فيها البلاء الحسن. ولن ندخل الآن في أسباب ذلك، طلبا للاختصار؛ وربما قد يكتشف القارئ بعضا منها بنفسه بأقل جهد... لكن لا بأس في المقابل من العودة إلى القاعدة القرآنية في مجال إعداد الجيوش، لنتبيّن الفرق بين المؤمنين والكافرين في هذا المجال، بعد أن رأينا منطق الكفر يسود في الأزمنة المتأخرة. يقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءٍ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ} [الأنفال: 60]، ولنستخرج ما يلي: ا. إن إعداد القوة من قِبل المسلمين، يكون بحسب الاستطاعة، لا بحسب الحاجة؛ وهذا، لأن المسلمين لا يغلبون بقوة السلاح، ولكن بقوة الإيمان. وهذا أمر غيبي، من غفل عنه، عرّض نفسه للهزيمة... ب. المقصود من رباط الخيل اليوم، المركبات المختلفة التي يُحمل عليها الجنود، ومنها السيارة والدبابة والطائرة. وهذه أيضا يُكتفى منها بالمستطاع، ومعاملتها تكون كمعاملة السلاح. ج. المقصود من توفير السلاح والمراكب، إرهاب العدو؛ ومعنى الإرهاب الإخافة. والعدو الذي يتسرب الخوف إلى قلوب جنوده ينهزم وإن كان على كثرةٍ من العدد والعُدّة. وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا: «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ...»[2]؛ والمعنى: نُصرت ببلوغ الرعب إلى أعدائي بمقدار مسيرة شهر، قبل أن أصل إليهم. وهذا يبيّن مكانة جند الله الغيبيين في الحرب... وهنا ينبغي أن نتوقف قليلا عند مصطلح "الإرهاب" الذي يكثر الكلام عنه في الإعلام، ونريد من هذا التوقف التفريق بين المعنى الشرعي والمعنى الوضعي. فالمعنى الشرعي، كما مرت الإشارة، معنى مراد؛ وهو معروف في الحروب منذ كانت. أما المعنى الوضعي المتأخر، فيُقصد منه ضرب المدنيين، ومن لا دخل له في الصراع، من أجل الضغط على الحكومات. وهذا فعل جبان، محرّم، لا يُختلف عليه. لكن الذي لا يُقبل، هو توصيف كل فعل حربي، في نطاق الدفاع المشروع عن النفس، بفعل إرهابي (بالمعنى الوضعي)؛ وهذا يكون احتيالا على المظلومين، حتى يبقوا تحت هيمنة الظالمين. ولنُبق على هذه المسألة في هذا الحد، حتى تتبيّن الأحكام ولا تختلط... 8. السكان: اعتبارا من عام 2023م، أصبح عدد سكان إسرائيل يقدر بنحو 9,236,423 نسمة؛ منهم 74.2% تم تسجيلهم من قبل الحكومة المدنية بصفتهم يهودا، وحوالي 20.9% بصفتهم عربا؛ في حين بلغت الأقليات العرقية الأخرى، بما في ذلك النصارى غير العرب، والأشخاص الذين لا دين لهم، حوالي 4.8%. وعلى مدار العقد الماضي، استقر عدد كبير من العمال المهاجرين القادمين من رومانيا، وتايلاند، والصين، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، في إسرائيل. والأرقام الدقيقة حول تعدادهم غير معروفة، حيث إن العديد منهم يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني؛ لكن التقديرات تتراوح من 166,000 نسمة إلى 203,000 نسمة. وبحلول يونيو من عام 2012م، دخل ما يقرب من 60,000 مهاجر أفريقي إلى إسرائيل. ويعيش حوالي 92% من الإسرائيليين في المناطق الحضرية، وقدرت البيانات التي نشرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2016م أنّ متوسط العمر المتوقع للإسرائيليين هو 82.5 عاما، مما يجعل إسرائيل ذات سادس أعلى عمر متوقع في العالم. ومسألة متوسط العمر هي من المسائل التي يعتمدها الخطاب الدّجّالي العالمي، عندما يوحي إلى الناس بأن العناية الصحية تطيل الأعمار؛ مع أن الأعمار محصورة في القضاء، لا يتمكن أحد من الزيادة فيها، أو الإنقاص منها. يقول الله تعالى: {وَلَوۡ یُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَیۡهَا مِن دَاۤبَّةٍ وَلَـٰكِن یُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلٍ مُّسَمًّىۖ فَإِذَا جَاۤءَ أَجَلُهُمۡ لَا یَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةً وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ} [النحل: 61]. والدليل من الواقع، هو أنه كم من واحد يُعتنى به في المستشفيات الرفيعة، ويموت سريعا؛ وكم من واحد مهمل لا يلتفت إليه أحد، وهو على أمراض كثيرة، ويبلغ من العمر ما لا يبلغه غيره... وقد تأسست إسرائيل منذ بدايتها لتكون وطنا للشعب اليهودي، وإن لم تُعلن يهودية الدولة إلا في السنوات الأخيرة. ولكن المشكلة عند الإسرائيليين هي تعريف اليهودية، والتي تقبل من اتصل نسبه بأم يهودية وإن كان ملحدا لا يؤمن بشيء مما كان إيمان اليهود مُؤَسَّسا عليه. وهذا أمر، لا يقبله المنطق الدّيني؛ وسيبقى اليهود يعانون من تبعاته إلى ما شاء الله. وتبعا لما ذكرنا، فإن قانون العودة يمنح الحق في الجنسية الإسرائيلية جميعَ اليهود، وإن لم يكونوا على دين. وتحتفظ إسرائيل بأكبر عدد من المهاجرين، منذ عام 1948م، مقارنةً بالدول الأخرى التي لديها هجرة جماعية، بنسبة هي من النِّسب العالية في الهجرة. وتوصف الهجرة اليهودية المضادة، من إسرائيل (وتسمى "يريدا" باللغة العبرية)، في المقام الأول إلى الولايات المتحدة، وكندا، بأنها قليلة؛ ولكن يتم الحديث عنها في كثير من الأحيان، من قبل وزارات الحكومة الإسرائيلية، على أنها تهديد كبير لمستقبل إسرائيل؛ وهو أمر صحيح. وهذا لأن إسرائيل دولة مصطنعة، تقوم على الهجرة، وتخشى من الهجرة المضادة التي قد تعود بها إلى العدم. ومن هنا كانت دولة إسرائيل حريصة على إغراء اليهود، بما يرغّبهم في الهجرة من رفاهية وتوفير خدمات، إلى غير ذلك؛ وتلجأ في مقابل ذلك إلى تهديد السكان بما يجعلهم يصرفون النظر عن الهجرة من إسرائيل. وهذا أمر مـُتَفهَّم، متماشٍ مع منطق الدولة هناك... تُعتبر ثلاثة أرباع السكان الإسرائيليين من اليهود ذوي الخلفيات المتنوعة؛ فلقد وُلد حوالي 75% من اليهود الإسرائيليين في إسرائيل، وحوالي 16% هم من المهاجرين من أوروبا والأمريكتين، وحوالي 7% من المهاجرين من آسيا وأفريقيا (بما في ذلك العالم العربي). ويشكل اليهود القادمون من أوروبا والاتحاد السوفياتي السابق، وذريتهم المولودون في إسرائيل، بمن فيهم اليهود الأشكيناز، حوالي 50% من مجمل اليهود الإسرائيليين. في حين يشكل اليهود الذين غادروا الدول العربية والإسلامية وذريتهم، بمن فيهم كل من اليهود المزراحيم والسفارديم، معظم بقية السكان اليهود. وتبلغ معدلات الزواج المختلط بين اليهود، أكثر من 35%، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن نسبة الإسرائيليين المنحدرين من كل من اليهود الشرقيين والأشكيناز تزداد بنسبة 0.5% كل عام، مع كون أكثر من 25%من أطفال المدارس ذوي أصول غربية وشرقيّة. وحوالي 4% من الإسرائيليين (300.000)، معرّفون عرقيا بأنهم "آخرون" (غوييم)؛ وهم من أصول روسية ويهودية أو من عائلة يهودية، لكنهم لا يُعتبرون يهودا وفقا للشريعة الحاخامية. أما حصولهم على الجنسية الإسرائيلية، فقد كانوا مؤهلين له بموجب قانون العودة. وهنا يظهر لنا أن اليهود في إسرائيل ينقسمون إلى قسميْن: قِسم معترف بيهوديته وإن كان غير متديّن، وقسم غير معترف بيهوديته وإن كان متديّنا. والمسألة وإن كانت حاخامية، فهي قانونية أكثر منها شرعية؛ مع تأكيدنا على أن الشريعة الموسوية منسوخة النسخ الأكبر، منذ البعثة المحمدية... وأما عرب 48، أو المواطنون العرب في إسرائيل، ويُطلق عليهم أيضاً عرب الداخل، أو فلسطينيو الداخل، فهم الفلسطينيون الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (بحدود الخط الأخضر، أي خط الهدنة المحدد عام 1948م)، ويُشار إليهم أيضاً في إسرائيل بمصطلحي "عرب إسرائيل" أو "الوسط العربي"، كما يُستخدم أحياناً مصطلح "الأقلية العربية" (خاصةً في الإعلانات الرسميَّة). وهؤلاء العرب، هم من العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم، بعد أن سيطرت إسرائيل على الأقاليم التي يعيشون بها، وبعد إنشاء دولة إسرائيل بالحدود التي هي عليها اليوم. ويبلغ تعدادهم بحسب إحصائيات أبريل 2023م نسبة 21% من إجمالي سكان إسرائيل. واللغة العربية هي اللغة الأم لمعظم عرب 48، بصرف النظر عن الدين؛ ويتحدثون اللهجة الشاميَّة. لكن العديد من الكلمات والعبارات العبرية، قد دخلت لغتهم بحكم الاحتكاك؛ لهذا يتم تعريف اللهجة الحديثة للمواطنين العرب في إسرائيل بأنها لهجة "عربية إسرائيلية". ويتحدث معظم عرب 48 لغتين على الأقل، ولغتهم الثانية هي اللغة العبرية الحديثة. أما من حيث الدين، فمعظم عرب 48 من المسلمين، ولا سيما من "أهل السنة والجماعة". وهناك أقلية عربية نصرانية مهمة، من مختلف الطوائف، إلى جانب أقلية من الدروز. ويبلغ إجمالي عدد المستوطنين الإسرائيليين الآن، خارج الخط الأخضر حوالي600,000 أي حوالي 10% من السكان اليهود الإسرائيليين. وفي عام 2023م، وصل عدد المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية: 450,000، بما في ذلك تلك التي سبقت إنشاء دولة إسرائيل، والتي أعيد تأسيسها بعد حرب الأيام الستة، في مدن مثل "كتلة الخليل" و"جوش عتصيون". وبالإضافة إلى مستوطنات الضفة الغربية، كان هناك أكثر من 220,000 يهودي يعيشون في القدس الشرقية، وحوالي 29,000 مستوطن في مرتفعات الجولان. وعاش حوالي 78,000 إسرائيلي في مستوطنات في قطاع غزة، والمعروفة باسم "غوش قطيف"، إلى أن تم إجلاؤهم من قبل الحكومة في شطرٍ من خطة فك الارتباط لعام 2005م. وتنقسم إسرائيل، إلى أربع مناطق حضرية رئيسة: "غوش دان"، وهي منطقة تل أبيب الحضرية (عدد سكانها بحسب إحصاءات السنوات الأخيرة: 3,854,000)، ومنطقة القدس الحضرية (عدد سكانها 1,253,900)، ومنطقة حيفا الحضرية (عدد سكانها 924,400)، ومنطقة بئر السبع الحضرية (عدد سكانها 377,100). وأكبر بلدية في إسرائيل، من حيث عدد السكان والمساحة، هي مدينة القدس والتي تضم حوالي 901,302 نسمة، يقطنون في مساحة 125 كيلومتر مربع (48 ميل مربع). تشمل إحصاءات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بالقدس سكان القدس الشرقية ومساحتها، والتي يُعترف بها على نطاق واسع بصفتها جزءا من الأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي. وتُعتبر "تل أبيب" و"حيفا" أكبر مدن إسرائيل من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانهما على التوالي: 443,939 وحوالي 281,087 نسمة، ويُتوقّع أن أعداد السكان قد ازدادت في السنوات الأخيرة على ما ذُكر هنا. ويوجد في إسرائيل 16 مدينة يزيد عدد سكانها عن 100,000 نسمة. وفي المجمل، توجد 77 بلدة إسرائيلية مُنحت وضع "البلديات" (أو "المدينة")، من قِبَل وزارة الداخلية؛ أربعٌ منها في الضفة الغربية. وتم التخطيط لمدينتين أخريين: "كزيف"، وهي مدينة مخططة سيتم بناؤها في النقب، و"حريش"، وهي في الأصل بلدة صغيرة يتم توسيعها لتصير مدينة كبيرة منذ عام 2015م. 9. اللغات: لدى إسرائيل لغة رسمية واحدة، وهي اللغة العبرية؛ ولقد كانت اللغة العربية من اللغات الرسمية لدولة إسرائيل فيما قبل؛ وفي عام 2018م، تم تصنيفها على أنها "تتمتع بوضع خاص في الدولة"، مع الحق باستخدامها من قبل مؤسسات الدولة، ليتم حصر استعمالها في القانون. أما العبرية الحديثة اليوم، وهي لغة متطورة، فهي اللغة الأساسية للدولة؛ ويتحدث بها غالبية السكان. أما العربية فتبقى منطوقة من قبل الأقلية العربية من عرب 48، كما يتم تدريسها مع اللغة العبرية في المدارس العربية. وبما أن إسرائيل بلد متنوع من جهة المهاجرين، فيُمكن سماع العديد من اللغات في الشوارع الإسرائيلية. فبسبب الهجرة الجماعية من إثيوبيا، يعيش حوالي 130,000 يهودي إثيوبي في إسرائيل؛ وهو ما يدعو إلى انتشار اللغة الأمهرية هناك. وبسبب الهجرة الجماعية من الاتحاد السوفياتي السابق، تنتشر اللغة الروسية على نطاق واسع؛ بحيث قد وصل عدد الناطقين بها في إسرائيل، إلى أكثر من مليون مهاجر، التحقوا بالبلد ما بين عام 1990 وعام 2004م. ويتحدث اللغة الفرنسية حوالي 700,000 إسرائيلي، معظمهم قدموا من فرنسا وشمال أفريقيا. وأما الإنجليزية، فقد حافظت على مكانتها منذ فترة الانتداب؛ ومع أنها قد فقدت وضع اللغة الرسمية، فإنها ما تزال تحتفظ بمرتبة شبيهة لمرتبة اللغة الرسمية، ولهذا تكون حاضرة في إشارات الطرق وفي الوثائق الرسمية. ويتواصل العديد من الإسرائيليين بصورة جيدة باللغة الإنجليزية، حيث يتم بث العديد من البرامج التلفزيونية بها مع الترجمة إلى العبرية، ويتم تدريسها في الصفوف المبكرة من المدرسة الابتدائية. هذا، بالإضافة إلى تقديم الجامعات الإسرائيلية لدورات في اللغة الإنجليزية حول مواضيع مختلفة. 10. الأديان: إسرائيل دولة علمانية ديمقراطية (بحسب الزعم)، تكفل حرية الاعتقاد ولكن تتمتع فيها اليهودية بامتياز لا يُضاهى. وهذا الوضع ملتبس كما لا يخفى، ومتناقض؛ وهو ناشئ عن العنصرية المتشرَّبة من جهة، وعن ضرورة مجاراة الأنظمة الغربية من جهة أخرى. وتضم إسرائيل جزءا كبيرا من الأراضي المقدسة لدى الأديان الكتابية، وهو ما يجعل المنطقة محل نظرٍ للأمم الثلاث، زيادة على ما نتج عنها من تفريعات... ويتنوع الانتماء الديني لليهود الإسرائيليين على نطاق واسع: وتشير دراسة استقصائية اجتماعية أجراها مركز "بيو" للأبحاث، في عام 2016م إلى أن 49% من يهود إسرائيل هم "حيلونيم" (علمانيون)، و20% منهم لا يؤمنون بوجود إله (ملحدون)، ويزعم حوالي 15%، أنهم لا يقومون بأي فعل تعبّدي. وأما ما يناهز 29%، فهم "ماسورتيم" (تقليديون)، و13% "داتييم" (متدينون)، و9% "حريديم" (متشددون أرثوذكس). ومن المتوقع أن يمثل اليهود الحريديم، أكثر من 20% من سكان إسرائيل اليهود بحلول عام 2028م. ويعتقد العديد من اليهود الأرثوذكس أن إسرائيل يجب أن تكون دولة ثيوقراطية وتحكم بالشريعة اليهودية؛ مع أن شريعتهم لا تنص على ذلك. ونحن نعزو ذلك، إلى تأثُّر اليهودية بالإسلام، كما تأثرت النصرانية بعدها. وبما أن الشريعة الإسلامية لها نظام في الحكم مخصوص، فلا بد للملّتيْن الأخرييْن أن تُحيِّنا نظرتهما إلى سياسات دُولهما على قدر المستطاع؛ حتى لا يبقى مجرد النظر إلى الدولة عند الملل الثلاث، كافيا في دلالة كثير من الناس على الدين الحق. ونحن نقول هذا، مع إقرارنا بتخلّف جميع الدول الإسلامية على وجه الأرض، عن إدراك معالم نظام الخلافة الإسلامي؛ خصوصا بعد تمزيق الدول الاستعمارية لبلاد الإسلام، الذي جعل الدول القطرية تفرّ من اعتبار الأحكام الشرعية الإسلامية، خوفا من اندثار معالم الأنظمة الوضعية الحاكمة الآن... ويُعتبر المسلمون في إسرائيل أكبر أقلية دينية، حيث يناهز عددهم الإجمالي 17.6% من السكان. وأما النصارى فلا يتجاوزون 2% منهم، ويغلب عليهم العرق العربي؛ ويبقى حوالي 1.6% من الدروز. ويعدّ المستوى التعليمي لدى المواطنين من العرب النصارى، الأعلى في إسرائيل، مقارنة ببقية شرائح المجتمع الإسرائيلي؛ حيث إن 68% منهم، هم من حملة الشهادات الجامعية. ويشمل المجتمع النصراني الإسرائيلي في عمومه، مهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، ومن العمال الأجانب ذوي الأصول المتعددة، ومن اليهود المسيانيّين (المسيحانيين)، والذين يعتبرهم معظم النصارى واليهود على السواء، صورة من صور النصرانية. ويضاف إلى أبناء الطائفة الدرزية القاطنين في هضبة الجولان، المحتلَّة من قِبل إسرائيل منذ عام 1967م، والمضمومة رسميا إلى الدولة في عام 2019م بمباركة الرئيس الأمريكي "ترامب"، مسلمون من المقيمين الدائمين بموجب قانون مرتفعات الجولان. وقد رفضت الأغلبية الساحقة من الدروز قبول الجنسية الإسرائيلية الكاملة، واختاروا الاحتفاظ بجنسيتهم وهويتهم السورية. وتوجد العديد من الجماعات الدينية الأخرى، ضمن الأقليات في إسرائيل، منها البوذيون والهندوس؛ وإن كان ذلك بأعداد صغيرة. ومن بين أكثر من مليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي السابق، هناك حوالي 300,000 شخص لا يُعترف بهم يهودا من قبل الحاخامية الكبرى في إسرائيل، وإن كانوا في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق معتبرين كذلك([3]). وتكتسي مدينة القدس أهمية دينية خاصة بالنظر إلى اليهود والنصارى والمسلمين، كما أسلفنا؛ فهي موطن للمواقع المحورية لمعتقداتهم الدينية، مثل المدينة القديمة التي تضم الحائط الغربي وجبل الهيكل وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى. ومن المواقع الأخرى ذات الأهمية الدينية في إسرائيل الناصرة (المقدسة في المسيحية تكريما لمريم العذراء عليها السلام)، وطبريا وصفد (وهما من المدن الأربع المقدسة في اليهودية)، والمسجد الأبيض في الرملة المعظّمة في الإسلام، بصفتها مزارا للنبي صالح عليه السلام؛ وكنيسة القديس جاورجيوس في اللد، التي هي مبجّلة في الإسلام أيضا لربطها بالخضر عليه السلام، واعتبارا لمقام النبي شعيب عليه السلام في حطين؛ وهي معظمة في المذهب الدرزي أيضا. ويقع المركز الإداري للديانة البهائية (الكفرية) إلى جانب ضريح إمامهم، في حيفا؛ كما يوجد ضريح زعيم الدين البهائي في عكا. وعلى بعد بضعة أميال جنوب المركز البهائي العالمي، يوجد مسجد محمود المرتبط بحركة "الأحمدية" (الكافرة)، في حي الكبابير؛ وهو حي مختلط لليهود والعرب الأحمديين؛ بحيث هو الوحيد من نوعه في البلاد. وإن وجود المذاهب الضالّة التي تزعم أنها على إسلام جزئي، في إسرائيل، مع توسّعها المشبوه في العالم كله، يجعل إسرائيل محجّا لهؤلاء الضالين، ويجعلها متحكمة بطريقة ما، فيما قد يُعدّ من جهة القوانين الدولية إسلاميا. وهو كما لا يخفى، اختراق للأمة الإسلامية بحسب القصد فحسب؛ لأن الإسلام الحق يبقى متميّزا عن كل الدعوات الضلالية المتمسحة به. ونظن أن إسرائيل لن تفلت هذه الفرصة، من أجل مزاحمة الأماكن المقدسة الإسلامية الثلاثة، والتي هي مكة، والمدينة المنورة، وبيت المقدس؛ رغبة في التشويش عليها وإضعاف مكانتها لدى الجاهلين، خصوصا في هذا الزمان الدجّالي الفتنوي، الذي صار منا إعلانه الرسمي على مقربة شديدة!... 11. التعليم: التعليم ذو قيمة عالية في الثقافة الإسرائيلية، وقد كان ينظر إليه باهتمام من طرف الإسرائيليين القدماء، رغم عيشهم ضمن مجتمعات أميّة في الغالب. وكانت الجاليات اليهودية في المشرق أول من أدخل مفهوم التعليم الإلزامي الذي كان المجتمع المنظم مسؤولا عنه، وليس الوالدان وحدهما. وامتدح العديد من قادة الأعمال الدوليين، مثل "بيل غيتس" مؤسس شركة مايكروسوفت، إسرائيل لجودتها العالية في التعليم، وفي المساعدة في تحفيز التنمية الاقتصادية والازدهار التكنولوجي. وفي عام 2015م، احتلت البلاد المرتبة الثالثة بين أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (بعد كندا واليابان لنسبة السكان من عمر 25 إلى 64 عاما الذين حصلوا على التعليم العالي، حيث وصلت النسبة إلى 49% مقارنة بمتوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ 35%، في عام 2012م)، واحتلت المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد الشهادات الأكاديمية للفرد (20% من السكان). ويبلغ متوسط العمر المتوقع في المدرسة في إسرائيل 16 عاما، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة 97.8%. ولقد أنشأ قانون التعليم الحكومي، الصادر عام 1953م، خمسة أنواع من المدارس: العلمانية الحكومية، والدينية الحكومية، والأرثوذكسية المشددة، ومدارس التسوية المجتمعية، والمدارس العربية. وإن المدارس العلمانية العامة، هي أكبر مجموعة مدرسية في إسرائيل؛ ويحضرها غالبية التلاميذ اليهود وغير العرب في إسرائيل؛ أما معظم العرب فيرسلون أطفالهم إلى المدارس التي تعتمد اللغة العربية بصفتها لغة تدريس. والتعليم يكون إلزاميا هناك للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام، وثمانية عشر عاما. وينقسم التعليم إلى ثلاثة مستويات: المدرسة الابتدائية (الصفوف 1-6)، والمدرسة الإعدادية (الصفوف 7-9)، والثانوية (الصفوف 10-12)؛ وتتوج باختبارات شهادة "البجروت" أو الثانوية العامة. وتُعد إجادة المواد الأساسية مثل الرياضيات، واللغة العبرية، والأدب العبري، واللغة الإنجليزية، والتاريخ، والعلوم التوراتية، ضرورية للحصول على شهادة "البجروت". ولدى السكان اليهود في إسرائيل مستوى عالٍ نسبياً من التحصيل العلمي، حيث يحمل أقل من نصف جميع اليهود الإسرائيليين (46%) درجات ما بعد الثانوية. وقد ظل هذا الرقم مستقرا في مستويات التحصيل العلمي المرتفعة بالفعل، على مدى الأجيال الأخيرة. ويحوز اليهود الإسرائيليون (من سن 25 فما فوق) متوسط 11.6 عاما من التعليم، مما يجعلهم واحدة من أكثر المجموعات الدينية تعليما، في العالم. وفي المدارس العربية والنصرانية والدرزية، يتم استبدال امتحان الدراسات التوراتية بامتحان التربية والتراث الإسلامي، أو النصراني، أو الدرزي. ووصفت "معاريف" المجتمع النصراني العربي بأنه "الأكثر نجاحا في نظام التعليم" في إسرائيل؛ وذلك لأن النصارى حققوا أفضل النتائج في التعليم مقارنة بأي جماعة دينية أخرى في إسرائيل. والأطفال الإسرائيليون من العائلات الناطقة باللغة الروسية، لديهم معدل نجاح عالٍ في مستوى المدرسة الثانوية: فمن بين الأطفال المهاجرين الذين ولدوا في الاتحاد السوفياتي السابق، يكون معدل نجاح "البجروت" أعلى بين تلك الأسر، بنسبة 62.6%، وهو أقل من ذلك بين العائلات من دول آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز. وفي عام 2014م، حصل 61.5% من طلاب الصف الثاني عشر في إسرائيل على شهادة الثانوية العامة. ولدى إسرائيل تقاليد عريقة في التعليم العالي، حيث كان التعليم الجامعي الجيد مسؤولاً إلى حد كبير عن حفز التنمية الاقتصادية الحديثة. كما توجد في إسرائيل تسع جامعات عامة مدعومة من الدولة وحوالي 49 كلية خاصة. وتُعدّ الجامعة العبرية في القدس، هي ثاني أقدم جامعة في إسرائيل بعد "التخنيون"؛ وتشتمل مكتبة إسرائيل الوطنية، على أكبر مستودع في العالم لليهودية والعلوم العبرية. ولقد احتلت جامعة "التخنيون" والجامعة العبرية على مدار سنين، المراتب الأولى بين أفضل 100 جامعة في العالم، من خلال التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم المرموق. ومن بين الجامعات الكبرى الأخرى في البلاد معهد "وايزمان" للعلوم، وجامعة "تل أبيب"، وجامعة "بن غوريون" في النقب، وجامعة "بار إيلان"، وجامعة حيفا، وجامعة إسرائيل المفتوحة. أما جامعة "أرئيل" في الضفة الغربية، فهي أحدث مؤسسة جامعية، تمت ترقيتها من حالة الكلية، وهي الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاما. ويُستدلّ من التقرير السنوي للتعليم الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، أن هناك تراجعاً في نسبة الأكاديميين في إسرائيل، وهو ما اعتبره مراقبون اقتصاديون "فقدان إسرائيل لإحدى مزاياها الرئيسة في مجال التعليم: النسبة العالية للأكاديميين"؛ المقصود هنا هو نسبة الأشخاص الحاصلين على درجة أكاديمية بين السكان عموما. وبموجب التقرير الدولي الجديد، انخفضت هذه النسبة إلى ما دون المتوسط في الدول أعضاء المنظمة، من حيث نسبة الأكاديميين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما. فبعد أن كانت إسرائيل العام 2015م، في المكانة الرابع عشرة بين الدول الثمانية والثلاثين، تراجعت العام الماضي (2022م)، إلى المكانة العشرين. والسبب في ذلك هو أن إسرائيل راوحت مكانها من حيث نسبة الأكاديميين الشباب، وهي 46%، بينما ارتفع متوسط دول OECD بستّ درجات مائوية، من 41% إلى 47%. وكانت الدول الوحيدة التي لم تسجل فيها أية زيادة، هي: إسرائيل، وفنلندا، وبولندا؛ بينما في كوريا الجنوبية -مثلا- الرائدة بين دول المنظمة، يتبيّن أن 70% من الشباب فيها أكاديميون؛ بينما وصلت إيرلندا، المنافس الرئيس لإسرائيل في مجال الهايتك، إلى المكان الرابع بنسبة 63%؛ وارتفعت تركيا بنسبة 13 نقطة مئوية. وسبق أن تراجعت إسرائيل قبل سنوات، من المكانة الرابعة إلى المكانة الخامسة، في النسبة العامة للأكاديميين بين السكان البالغين (ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما) وهي: 51%. أما الدولة الأولى في هذه الفئة، فهي كندا، التي تصل فيها نسبة الأكاديميين بين السكان البالغين 63%. وهكذا، فإن الانخفاض المذكور والمراوحة موضعياً في نسبة الأكاديميين الشباب، سيؤدي في السنوات القادمة إلى تقهقر إسرائيل من حيث تصنيف الأكاديميين بين عموم السكان أيضاً. ولا بأس هنا من التذكير بأن التعليم في جميع البلدان، وباستثناء ما يتعلّق بالعلوم الصلبة، لا يخلو من أيديولوجيا خادمة لتوجّه الدولة؛ وهو بقدر هيمنته على العقول، يُنقص من قيمته العلمية. وهذا على التحقيق، هو سبب الفوضى المعرفية التي يُعاني منها العالم أجمع؛ وهو ما يؤدّي -ولو بصفة غير مباشرة- إلى الخلافات والصراعات الدولية التي يأتي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مقدّمتها. وهذا يعني، أن أول ما يحتاج إصلاحا بالمعنى الصحيح في كل الدول، هو التعليم؛ لو سمح أهل السياسة بذلك!... نقول هذا، ونحن نعلم علم اليقين، أن التعليم في إسرائيل، أفضل بكثير من التعليم في الدول العربية المجاورة لها. وأول مرحلة في المواجهة الحضارية -لو كان العرب يشعرون- هي المواجهة في مجال التعليم، الذي هو شطر في عملية بناء شخصية الإنسان... 12. العلوم والتكنولوجيا: قامت إسرائيل بتطويرٍ للتقنيات الحديثة في البرمجيات والاتصالات وعلوم الحياة، لتتم مقارنتها مع وادي السيليكون. تحتل إسرائيل المرتبة الخامسة في مؤشر "بلومبيرغ" للابتكار لعام 2019م، وهي الأولى في العالم من ناحية الإنفاق على البحث والتطوير، من حيث هو نسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي. وتفخر إسرائيل بوجود 140 عالماً وفنياً ومهندساً لكل 10,000 موظف، وهو أعلى رقم في العالم (مقارنةً بحوالي 85 في الولايات المتحدة). وأنجبت إسرائيل ستة علماء حائزين على جائزة نوبل منذ عام 2004م؛ وقد صنفت في كثير من الأحيان كواحدة من الدول التي لديها أعلى نسب من الأوراق العلمية للفرد الواحد في العالم. وقادت إسرائيل العالم في أبحاث الخلايا الجذعية للفرد الواحد، منذ عام 2000م. وتم تصنيف الجامعات الإسرائيلية بين أفضل 50 جامعة في العالم في علوم الكمبيوتر (جامعة "التخنيون" وجامعة "تل أبيب")، والرياضيات (الجامعة العبرية في القدس)، والكيمياء (معهد "وايزمان" للعلوم). وفي عام 2012م، احتلت إسرائيل المرتبة التاسعة في العالم من خلال مؤشر التنافسية الفضائية في "فوترون". وتنسق وكالة الفضاء الإسرائيلية جميع برامج أبحاثها، مع أهداف علمية وتجارية؛ وصممت وصنعت على الأقل 13 من الأقمار الصناعية التجارية والبحثية والتجسسية. وتم تصنيف بعض الأقمار الصناعية الإسرائيلية، من بين أكثر أنظمة الفضاء تطوراً في العالم. وتعد "شافيت" مركبة إطلاق فضائية أنتجتها إسرائيل لإطلاق أقمار اصطناعية صغيرة، في المدار الأرضي المنخفض. وقد تم الإطلاق لأول مرة في عام 1988م، مما جعل إسرائيل الدولة الثامنة التي تمتلك قدرة إطلاق فضائية. في عام 2003م، أصبح "إيلان رامون" أول رائد فضاء إسرائيلي، يعمل خبيرا متخصصا في الحمولة الناقلة: إس تي إس-107، المهمة، والتي أودت إلى كارثة مكوك الفضاء "كولومبيا". وقد أدى النقص المستمر في المياه في البلاد إلى تشجيع الابتكار في تقنيات الحفاظ على المياه، وتم ابتكار تحديث زراعي كبير، وهو الري بالتنقيط في إسرائيل. وإسرائيل هي أيضاً في طليعة التكنولوجيا لتحلية المياه وإعادة تدويرها. وتعد محطة "سوريك" لتحلية المياه أكبر منشأة لتحلية مياه البحر بالتناضح العكسي في العالم. وبحلول عام 2014م، قدمت برامج تحلية المياه في إسرائيل حوالي 35% من مياه الشرب في إسرائيل، ومن المتوقع أن توفر 40% بحلول عام 2015م وحوالي 70% بحلول عام 2050م. واعتباراً من عام 2015م، يتم إنتاج أكثر من 50% من المياه للأسر الإسرائيلية والزراعة والصناعة بشكل مصطنع. وتستضيف البلاد معرضا ومؤتمرا سنويا لتكنولوجيا المياه والتحكم البيئي، والذي يستقطب آلاف الأشخاص من جميع أنحاء العالم. ففي عام 2011م، بلغت قيمة صناعة تكنولوجيا المياه في إسرائيل حوالي 2 مليار دولار سنويا، مع صادرات سنوية من المنتجات والخدمات بعشرات الملايين من الدولارات. ونتيجة للابتكارات في تقنية التناضح العكسي، من المتوقع أن تصبح إسرائيل مصدرا صافيا للمياه في السنوات القادمة. ولقد احتضنت إسرائيل الطاقة الشمسية؛ وتمت هندستها على أحدث التقنيات، حيث تعمل شركات الطاقة الشمسية الإسرائيلية في مشاريع حول العالم. وتستخدم أكثر من 90% من المنازل الإسرائيلية الطاقة الشمسية للحصول على المياه الساخنة، وهي أعلى نسبة للفرد في العالم. ووفقا للأرقام الحكومية، توفر البلاد 8% من استهلاكها للكهرباء سنويا، بسبب استخدامها للطاقة الشمسية في التدفئة. ويخلق الإشعاع الشمسي المتصاعد السنوي المرتفع في خط العرض الجغرافي، ظروفا مثالية لما يُعرف بصناعة البحث والتطوير الشمسي المشهورة عالميا في صحراء النقب. وتمتلك إسرائيل بنية تحتية حديثة للسيارات الكهربائية، وتضم شبكة من محطات الشحن في جميع أنحاء البلاد لتسهيل شحن وتبادل بطاريات السيارات. وهذا -لا شك- سيقلل من اعتماد إسرائيل على النفط وسيخفض تكاليف الوقود لمئات من سائقي السيارات في إسرائيل، الذين يستخدمون السيارات التي تعمل فقط بواسطة البطاريات الكهربائية. وتم دراسة النموذج الإسرائيلي من قبل عدة دول، ويجري تنفيذه في الدنمارك وأستراليا. ومع ذلك، فقد أغلقت شركة السيارات الكهربائية الإسرائيلية "بيتر بليس" الرائدة، في عام 2013م. 13. الاقتصاد: تعتبر إسرائيل الدولة الأكثر تقدماً في جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط، في التنمية الاقتصادية والصناعية. ويُعد التعليم الجامعي الجيد في إسرائيل وإنشاء مجتمع متعلم ذي حوافز عالية، من الأسباب المؤدية إلى الطفرة التكنولوجية العالية في البلاد، وإلى التنمية الاقتصادية السريعة. ففي عام 2010م، انضمت البلاد إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. واحتلت المرتبة 16 في تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والمرتبة 54 في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي. واحتلت إسرائيل أيضا المرتبة الخامسة في العالم من حيث نصيب الأشخاص في الوظائف عالية المهارة. وتغطي البيانات الاقتصادية الإسرائيلية الأراضي الاقتصادية في إسرائيل، بما في ذلك مرتفعات الجولان والقدس الشرقية والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وعلى الرغم من محدودية الموارد الطبيعية، فإن التطوير المكثف للقطاعين الزراعي والصناعي على مدار العقود الماضية، قد جعل إسرائيل تتمتع بالاكتفاء الذاتي إلى حد كبير في إنتاج الغذاء، باستثناء الحبوب ولحوم البقر. وتشمل الواردات إلى إسرائيل، والتي بلغ مجموعها 66.76 مليار دولار في عام 2017م، المواد الخام، والمـُعَدّات العسكرية، والسلع الاستثمارية، والألماس الخام، والوقود، والحبوب، والسلع الاستهلاكية. وتشمل الصادرات الرائدة، الآلات، والمعدات، والبرمجيات، والألماس المقطوع، والمنتجات الزراعية، والمواد الكيميائية، والمنسوجات، والملابس؛ وفي عام 2017م، قد بلغت الصادرات الإسرائيلية حوالي 60.6 مليار دولار. يحتفظ بنك إسرائيل بمبلغ 113 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي، ومنذ عقد 1970م، تلقت إسرائيل مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، فضلا عن مساعدات اقتصادية في شكل ضمانات قروض، والتي تشكل الآن ما يقرب من نصف ديون إسرائيل الخارجية. لذلك فإسرائيل واحدة من أقل الدول ديونا خارجية في العالم المتقدم، وهي مقرض من حيث صافي الديون الخارجية، والتي بلغت في عام 2015م فائضاً قدره 69 مليار دولار. وتمتلك إسرائيل ثاني أكبر عدد من الشركات الناشئة في العالم بعد الولايات المتحدة، وثالث أكبر عدد من الشركات المدرجة في بورصة "نازداك"، بعد الولايات المتحدة والصين. وقامت شركات مثل "إنتل" و"مايكروسوفت"، ببناء أول منشآت بحث وتطوير في الخارج، في إسرائيل؛ كما افتتحت شركات أخرى متعددة الجنسيات وعالية التقنية، مثل "آي بي إم"، و"غوغل"، و"أبل"، و"هوليت-باكارد"، و"سيسكو سيستمز"، و"فيسبوك" (ميتا)، و"موتورولا"، مراكز البحث والتطوير في البلاد. وفي عام 2007م، قامت شركة "بيركشير هاثاواي" القابضة، التابعة للمستثمر الأمريكي "وارن بافت" بشراء الشركة الإسرائيلية "إيسكار"، وهي أول عملية استحواذ لها خارج الولايات المتحدة، مقابل 4 مليارات دولار. وأيام العمل في إسرائيل، هي من يوم الأحد إلى يوم الخميس (العمل أسبوعياً يستمر لمدة خمسة أيام)، أو يوم: الجمعة (العمل أسبوعياً يستمر لمدة ستة أيام). واعتبارا لمناسبة يوم السبت، في الأماكن التي يكون يوم الجمعة فيها يوم عمل، يكون يوم الجمعة "يوما قصيرا" في حق أغلب السكان من اليهود، ويستمر عادةً حتى الساعة 2:00 ظهرا، في فصل الشتاء؛ أو حتى4:00 في فصل الصيف. ولقد تم طرح العديد من المقترحات لضبط أسبوع العمل مع غالبية العالم، بجعل يوم الأحد يوم عطلة، مع تمديد وقت العمل في أيام أخرى، أو باستبدال يوم الجمعة بيوم الأحد، عند اعتبار الأول يوم عمل. (يتبع) [1] .نعجب كثيرا من استعمال الإعلام لمصطلح "المسيّرات" في التعبير عن الدرونات، مع أن الأقرب إلى المنطق هو استعمال "المطيّرات". |