انتهاء الاعتصام بعد
1255
يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني
Translated
Sheikh's Books |
2023/12/31
القضية الفلسطينية: من المنظوريْن: الديني والعقلي (12).3.
الفصل الحادي عشر: دولة إسرائيل من الداخل-3-
(تابع) 14. النقل والمواصلات: البنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات في إسرائيل متطورة، وتستمر بالتطور والتوسع اعتمادا على النمو السكاني، والعوامل السياسية، والكثافة المرورية. وتدير هذا القطاع وزارة النقل والمواصلات الإسرائيلية، ويبلغ طول شبكة الطرق المعبدة في إسرائيل حوالي 17,870 كلم، ويوجد في إسرائيل 1924 كلم (11,945 ميل) من الطرق المعبدة، وثلاثة ملايين سيارة. وعدد السيارات لكل 1,000 شخص، هو 365، وهي منخفضة نسبيا بالمقارنة إلى البلدان المتقدمة. ويوجد في إسرائيل 5,715 حافلة على خطوط مجدولة، تديرها عدة شركات نقل، أكبرها شركة "إيغيد"، والتي تخدم معظم أنحاء البلاد. تمتد السكك الحديدية عبر 1,277 كلم (793 ميل)، ويتم تشغيلها بواسطة خطوط السكك الحديدية الإسرائيلية المملوكة للحكومة. وبعد الاستثمارات الكبيرة التي بدأت من أوائل عقد 1990م إلى منتصفه، زاد عدد ركاب القطارات سنويا من 2.5 مليون في عام 1990م إلى 53 مليون في عام 2015م؛ وتنقل السكك الحديدية أيضًا 7.5 مليون طن من البضائع سنويا. ويخدم إسرائيل مطاران دوليان: مطار "بن غوريون"، وهو المركز الرئيسي للبلاد للسفر الجوي الدولي، ويقع بالقرب من "تل أبيب"؛ ومطار "رامون"، الذي يخدم مدينة إيلات الساحلية في أقصى الجنوب؛ كما يوجد العديد من المطارات المحلية الصغيرة أيضا. ولقد تعامل مطار "بن غوريون"، الذي هو أكبر مطار في إسرائيل، مع أكثر من 15 مليون مسافر في عام 2015م. ويُعد ميناء حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، أقدم وأكبر ميناء في البلاد، في حين أن ميناء أشدود هو واحد من الموانئ المائية العميقة القليلة في العالم التي بنيت على البحر المفتوح. بالإضافة إلى ذلك، يقع ميناء إيلات الأصغر على البحر الأحمر، ويُستخدم بشكل رئيس للتداول مع دول الشرق الأقصى. وسيتم إنجاز غير مسبوق لوزيرة النقل "ميري ريغيف"، حسب ملخص الموازنة بين وزارتي المواصلات والمالية؛ وهو أن ميزانية وزارة المواصلات للعامين المقبلين (2023-2024م) ستكون أكثر من 20 مليار شيكل. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص 30 مليار شيكل إضافية، لأكبر خطة خمسية في إسرائيل، للسنوات الخمس المقبلة. وفقًا للاتفاقية التي تم توقيعها، سيتم استثمار ما يقرب من 50 مليار شيكل بين 2023-2027م لتعزيز النقل في إسرائيل، بالتأكيد على وسائل النقل العام وأنظمة النقل الجماعي، وتحسين البنية التحتية للطرق مع توفير شروط سلامتها، وخفض تكاليف المعيشة. وهذه، هي أكبر ميزانية يتم استثمارها حتى الآن في البنية التحتية للطرق والمواصلات العامة في إسرائيل. ويخصص البرنامج، موارد لتعزيز رؤية وزيرة المواصلات، لربط دولة إسرائيل؛ حيث ستربط الخطة البلاد من "كريات شمونة" إلى "إيلات"، من خلال مشروع "السكك الحديدية الشرقية"، وتقريب الأطراف من المركز. وعلى المسار الحديث، ستعمل القطارات عالية السرعة، بسرعات لم يسبق لها مثيل في إسرائيل، على غرار "القطارات السريعة" التي تعمل في العديد من البلدان المتقدّمة، ويتم الترويج للخطة على مراحل، والجزء الأول من المسار، من الخضيرة إلى اللد، سيفتح في حوالي عامين... 15. السياحة: تعتبر السياحة، وخاصة السياحة الدينيَّة، صناعة مهمة في إسرائيل، حيث إنّ المناخ المعتدل، والشواطئ، والمواقع الأثرية، والمواقع التاريخية والكتابيَّة الأخرى في البلاد، والجغرافية الفريدة، تساعد على جذب السياح أيضا. ورغم أن المشاكل الأمنية في إسرائيل، قد أثّرت على هذه الصناعة، فإن عدد السياح الوافدين آخذ في الارتفاع. وفي عام 2017م، زار إسرائيل 3.6 مليون سائح، مما حقق نموا بنسبة 25% منذ عام 2016م، وساهم بمبلغ 20 مليار "شيكل" في الاقتصاد الإسرائيلي. ولقد كان عدد السياح يتجاوز المائتي ألف والثلاثمائة ألف في الأشهر القليلة الماضية، ولم ينزل إلا بعد هجمة السابع من أكتوبر التي قامت بها حماس، والتي جعلته أقل من مائة ألف، بل أقل من نصفها. ونحن نتوقع أن يبقى قطاع السياحة في إسرائيل ضعيفا لسنوات طوال، بسبب الرد العنيف الذي ردت به إسرائيل على هجوم السابع من أكتوبر؛ وهو ما سيُبقي المنطقة في وضع خطير مدة طويلة. وعلى كل حال، فنحن نرى أن الحكومة الإسرائيلية لم تحسب نتائج ردّها؛ ولو أنها حسبت، لكانت قد تجنّبت آثارا وخيمة على اقتصادها... 16. الطاقة: بدأت إسرائيل إنتاج الغاز الطبيعي من حقول الغاز البحرية الخاصة بها في عام 2004م. وبين عاميْ 2005 و2012م، كانت إسرائيل قد استوردت الغاز من مصر، عبر خط أنابيب العريش-عسقلان، والذي تم إغلاقه بسبب الأزمة المصرية في 2011م. وفي عام 2009م، تم العثور على محمية للغاز الطبيعي، في "تمار"، بالقرب من ساحل إسرائيل. وتم اكتشاف احتياطي ثان للغاز الطبيعي، وهو حقل "ليفياثان" للغاز في عام 2010م. وإن احتياطيات الغاز الطبيعي في هذين الحقلين، حيث تبلغ مساحة حقل "ليفياثان" وحده، حوالي 19 تريليون قدم مكعب من الغاز، يُمكن أن تجعل إسرائيل مؤَمِّنة لطاقتها لأكثر من 50 عاما. وفي عام 2013م، بدأت إسرائيل بالإنتاج التجاري للغاز الطبيعي من حقل غاز "تمار". ومنذ عام 2014م، أنتجت إسرائيل أكثر من 7.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، وامتلكت 199 مليار متر مكعب من الاحتياطيات المؤكَّدة من الغاز الطبيعي، اعتبارا من بداية عام 2016م. ويُعتبر "كيتورا صن" أول حقل شمسي تجاري في إسرائيل. بني في أوائل عام 2011م من قِبل شركة "أرافا" للطاقة في "كيبوتس كيتورا". وتغطي "كيتورا صن" عشرين فدانا، ومن المتوقع أن تنتج طاقة خضراء تصل إلى 4.95 ميغاوات. ويتكون الحقل من 185,00 لوحة ضوئيّة، من إنتاج شركة "صن تيك"، والتي ستنتج حوالي 9 غيغاوات/ساعة، من الكهرباء سنويا. وفي العشرين سنة القادمة، يُتوقَّع أن يوفر الحقل إنتاج حوالي 125,000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون. وتم افتتاح الحقل في 15 يونيو من عام 2011م. وفي 22 مايو من عام 2012م، أعلنت شركة "أرافا" للطاقة أنها قد وصلت إلى إقفال مالي على 58.5 ميغاوات إضافية، لثمانية مشاريع سيتم بناؤها في "آفرا" والنقب بقيمة 780 مليون "شيكل"، أو حوالي 204 مليون دولار. ويبدو أن قطاع الكهرباء في إسرائيل قد بدأ مرحلة التخلّي عن الوقود الأحفوري الأكثر تلويثا، والتوجه إلى مصادر طاقة أكثر موثوقية بانبعاثات أقلّ. وقد وافقت وزارة الطاقة على تحويل وحدتين من محطة كهرباء إسرائيلية تعملان بالفحم إلى الغاز الطبيعي، في إطار مساعي التخلص من الوقود الأحفوري الأكثر تلويثا، وفق ما نشرته وكالة "إيه إن آي"، في: 14 أغسطس 2023م. وقال بيان لوزارة الطاقة، التي تدير قطاع الكهرباء في إسرائيل، إن وحدتين من محطة كهرباء "أوروت رابين"، وهما "إم زد إم 70" و"إم زد إم 80"، ستعملان لأول مرة بالغاز الطبيعي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة. وتشهد إسرائيل في السنوات الأخيرة زيادة في إنتاج الغاز الطبيعي، إذ سبق أن طرحت عطاءات لاستكشافه في أربع مناطق بحرية، بقصد أن تصبح واحدة من كُبريات الدول المـُـصدّرة في منطقة شرق البحر المتوسط. وتتجه إسرائيل إلى التوسع في استعمال الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء، في خطوة من شأنها تأمين إمدادات مستقرة من الطاقة خاصة في أوقات الطوارئ. وتأتي الخطوة في محاولة من حكومة تل أبيب لتفادي الأزمات في ظل الحرب التي تنشب بين الحين والآخر، إذ دفعت حرب غزة إسرائيل إلى إغلاق حقل "تمار" الذي يشكّل المصدر الرئيس لإمدادات الطاقة، وذلك قبل إعادة فتحه مرة أخرى. وكشفت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية (بحر عام 2023م) مخططًا للتوسع في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتخزين الكهرباء في منطقة تل أبيب، لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. وأشارت إلى أن الخطوة تهدف إلى توفير التكلفة والتقليل من تلويث الهواء، كما أنها بديل لشراء توربينات توليد الكهرباء من الغاز، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة. 17. الثقافة: تنبثق ثقافة إسرائيل المتنوعة من تنوع سكانها؛ ولقد جاء اليهود من مجتمعات الشتات في جميع أنحاء العالم بتقاليدهم الثقافية والدينية معهم، وأنشأوا بوتقة تنصهر فيها العادات والمعتقدات اليهودية المختلفة. وإن من أهم روافد الثقافة اليهودية، الثقافة "الييدية" المخصوصة بالأشكيناز. وأما التأثيرات العربية والأمازيغية، فموجودة في العديد من المجالات الثقافيّة، مثل الهندسة المعمارية، والموسيقى، والمطبخ. وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يدور فيها العيش حول التقويم العبري. ويتم تحديد أيام العمل والعطلات المدرسية اليهودية بحسب الأعياد اليهودية، واليوم الرسمي للراحة في الدولة هو يوم السبت (السبت اليهودي). ولا يخفى ما للثقافة من مكانة، بعد المال والصناعة؛ خصوصا وأن إسرائيل تريد إثبات خصوصيتها من جهة عراقتها -كما تزعم- في المنطقة كلها. ولليهود عبر العالم، وعبر التاريخ، شخصيات كبيرة في العلوم والأدب والفلسفة والفن، لا يُمكن لأحد إنكار مكانتها، أو إنكار سعة تأثيرها في الناس. 18. الأدب: والأدب الإسرائيلي هو في المقام الأول شعر ونثر، مكتوبان باللغة العبرية. وهما سبب من أسباب نهضة اللغة العبرية، بصفتها لغة منطوقة، منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وذلك رغم نشر مجموعة صغيرة أدبية بلغات أخرى، مثل اللغة الإنجليزية. وبموجب القانون، يجب إيداع نسختين من جميع المطبوعات المنشورة في إسرائيل في المكتبة الوطنية في إسرائيل، في الجامعة العبرية في القدس. وفي عام 2001م، تم تعديل القانون ليشمل التسجيلات الصوتية والمرئية، وغيرها من الوسائط غير المطبوعة. وفي عام 2016م كان 89% من الكتب التي تم نقلها إلى المكتبة، والتي يبلغ عددها 7,300 كتابا باللغة العبرية وحدها. ويُعتبر "أبراهام مابو" أول مؤلف حقق نجاحا كبيرا بفضل روايته المكتوبة باللغة العبرية؛ وقد كان ذلك في عام 1853م. كما تدين النهضة العبرية لـ "إليعيزر بن يهودا"، الذي قدم الكثير للغة العبرية، وساهم في إثرائها بشكل كبير، مما جعلها لغة منطوقة ومكتوبة، لأغراض أخرى غير النصوص المقدسة ودراسة التوراة. وفي عام 1966م، تشارك "شموئيل يوسف عجنون" جائزة نوبل في الأدب، مع المؤلفة اليهودية الألمانية "نيلي زاكس". وكان من أبرز الشعراء الإسرائيليين "يهودا عميحاي"، و"ناتان ألترمان"، و"ليئا غولدبرغ"، و"ريتشيل بلوستين". أما الروائيون الإسرائيليون المعاصرون المشهورون دوليا فهم: "عاموس عوز" و"إيتغار كيرت" و"ديفيد غروسمان". كما أن الكاتب "سيد قشوع" من عرب 48، معروف أيضا دوليا. كما كانت إسرائيل موطنا للسياسي والأديب "إميل حبيبي"، الذي قام بكتابة عدد من الروايات منها: "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، وغيرها من الكتابات، وحاز على جائزة إسرائيل للأدب العربي... 19. الموسيقى والرقص: تحتوي الموسيقى الإسرائيلية على تأثيرات موسيقية من جميع أنحاء العالم؛ وتُعد الموسيقى الشرقية الييدية والسفاردية، والألحان الحسيدية، والموسيقى اليونانية، والجاز، وموسيقى البوب روك، جزءا من المشهد الموسيقي العام. ومن بين الفرق الإسرائيلية ذات الشهرة العالمية، الأوركسترا الإسرائيلية، والتي تعمل منذ أكثر من سبعين عاما، وتقوم اليوم بأداء أكثر من مائتي حفلة كل عام. ويعد كل من "إسحاق بيرلمان" (عازف الكمان المتمكن)، و"بنحاس تسوكرمان" (عازف كمان وقائد أوركسترا)، و"عوفرة حازة" التي يعرفها العرب بـ "عفراء هزاع" (المطربة المجددة ذات الأصل اليمني)، من الموسيقيين المشهود لهم دوليا، ومن المولودين في إسرائيل. ولقد قامت إسرائيل بالمشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية كل عام تقريبا، منذ عام 1973م، وفازت في المسابقة أربع مرات، واستضافت حفلها مرتين. وتقام في إسرائيل العديد من المهرجانات الموسيقية والغنائية، كمهرجان "البحر الأحمر للجاز"، والذي يقام سنويا في إيلات منذ عام 1987م. وتمثل الأغاني الشعبية التوراتية في البلاد، والمعروفة باسم "أغاني أرض إسرائيل"، تجارب الرواد في بناء الوطن اليهودي، وهي محمّلة بعبق التاريخ المتلون بألوان كل الثقافات المرتبطة بالمنطقة. ومن أشهر الملحنين في المرحلة الأولى من ذيوع "أغاني أرض إسرائيل": ديفيد زهافي، وناحوم ناردي، ومردخاي زيرا، ويديدياه أدمون، ويهودا شاريت، وماتتياهو شليم، وموشيه فايلن سكي وألكسندر (ساشا) أرغوف. ومن أهم مؤلفي كلمات هذه الأغاني: يحيئيل موهار، وحاييم حيفر، إضافة إلى شعراء من قبيل يعقوب أورلاند، وإسحاق شينهار، وليئا غولدبيرغ، وألكسندر بن، ونتان ألترمان. كما تم تعديل وتطويع القصائد الحالية التي ألّفها الشاعران القوميان "حاييم نحمان بياليك" و"شاؤول تشرنيحوفسكي"، إضافة إلى نصوص من كتاب الصلوات اليهودية ومن "الكتاب المقدس". وترتبط المرحلة الثانية من هذا النوع الغنائي بوحدات الترفيه، التي ُتعرف بـ "lehakot tzvaiot" (الفرق العسكرية التابعة للجيش). وكان هذا النوع الغنائي، الذي يجتمع على أدائه جنود ومجندات من الشباب، هو الظاهرة الغالبة في الموسيقى الشعبية الإسرائيلية على مدى ما يقرب من عشرين سنة (منذ منتصف العقد الخامس حتى منتصف العقد السابع من القرن الماضي). وعلى الرغم من أن الموسيقى التي نشرتها فرق الجيش احتوت على عنصر من موسيقى الـ "بوب" الخالصة، وعملت على تسجيل ذخيرتها الموسيقية بصورة منتظمة، فقد كانت الوظيفة الرئيسة التي اضطلعت بها هذه الفرق تتمثل في العمل لإعداد الأغاني الجديدة ونشرها ضمن السياق الأيديولوجي الذي يشكل "أغاني أرض إسرائيل". ومن أبرز هذه الفرق فرقة "ناحال"، وفرقة القيادة الشمالية، وفرقة القيادة الوسطى. وقد استهل معظم المغنين والموسيقيين الذين سجلوا النجاح في هذا المضمار بين مطلع العقد السادس ومطلع القرن الثامن من القرن الماضي في إسرائيل مشوارهم المهني في فرق الجيش؛ ومنهم: "يائير روزنبلوم"، بصفته ملحنا وكاتب أغان ومنسقا، وأبرز شخصية مشاهدة في الفرق، في الآونة الأخيرة. كما كان "يورام غاؤون" و"حافا ألبرشتاين" من جملة المغنين البارزين في هذا النوع الموسيقي في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ومن أبرز المؤلفين المشهورين الذي كتبوا أغاني هذا النوع: ناحوم هايمان، ونوريت هيرش، وحنان يوفيل، وعوزي حيتمان، ونعومي شيمر التي بزتهم جميعا. فقد قدمت شيمر الكثير من الأغاني لفرق الجيش وللمغنين المذكورين أعلاه. كما كتبت أغنية: "Yerushalayim shel Zahav" (أورشليم من ذهب)، وهي إحدى أشهر الأغاني الإسرائيلية على المستوى الدولي. واعتُبرت "شيمر" ضمن أطياف المجتمع الإسرائيلي، مؤلفة الأغاني القومية، التي تكتسب صفة شبه رسمية. ومنذ العقد السابع من القرن الماضي، بدأت موسيقى "أغاني أرض إسرائيل"، تفقد بريقها ومكانتها الثقافية المركزية، بصورة تدريجية. ومع الإضافات الضئيلة التي أُضيفت إلى هذا النوع، فقد بقيت ذخيرتها وروحها ومكانتها قائمة، باعتبارها موسيقى شعبية حية بفضل الفعاليات الكثيرة التي نظمها القائمون على الغناء العلني (أو الغناء الجماعي) "shira b’tzibur"، والفرق الغنائية الصغيرة التي تُعرف باسم "khavurot zemer"، والنظام التعليمي وبرامج التلفزيون والإذاعة التي تبث خلال العطل الرسمية الوطنية... 20. السينما والمسرح: رُشِّحَتْ عشرة أفلام إسرائيلية لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار منذ تأسيس إسرائيل. كان فيلم "عجمي" في عام 2009م، هو الترشيح الثالث على التوالي لفيلم إسرائيلي. وقام المخرجون الفلسطينيون الإسرائيليون بصنع عدد من الأفلام التي تتناول الصراع العربي الإسرائيلي ووضع الفلسطينيين داخل إسرائيل، مثل أفلام محمد بكري 2002م: "جنين وجنين" و"العروس السورية"... واستمرارا للتقاليد المسرحية القوية للمسرح "اليِدِييِي" (اليديشي) في أوروبا الشرقية، تحتفظ إسرائيل بمشهد مسرحي نابض بالحياة. ولقد تأسس مسرح "هبيما" (المسرح الوطني)، في "تل أبيب" عام 1928م، وهي أقدم شركة مسرحية ومرجع وطني في إسرائيل؛ لكن تأسيس الفرقة الأول، كان في مدينة "بياويستوك" الروسية، سنة 1912م، على يد "ناحوم زيماخ". وفي موسم 1928-1929م، قدمت الفرقة مسرحيتين، كلاهما من إخراج "أليكسي ديكي"، من مسرح موسكو للفنون. وأول عرض كان مسرحية "الكنز"، وهي ترجمة لمسرحية "شالوم أليخيم" من اللغة اليدييية، وعُرضت لأول مرة في 29 ديسمبر 1928م. وأما المسرحية الثانية، فقد عرضت لأول مرة في 23 مايو 1929م، في تل أبيب، بعنوان "تاج ديفيد"، وهي اقتباس للكاتب العبري "إسحاق لامدان" لمسرحية "شعر أبسالوم"، للكاتب المسرحي الإسباني "كالديرون"، من القرن السابع عشر الميلادي. وفي عام 1930م، سافرت الفرقة إلى برلين بألمانيا، حيث قدمت عرض لمسرحية شكسبير "الليلة الثانية عشر"، من إخراج "مايكل تشيخوف"، ومسرحية "أورييل أكوستا" للكاتب المسرحي "كارل جوتسكوف"، بإخراج "ألكسندر جرانوفسكي". وفي القرن الحادي والعشرين، تضم الفرقة الوطنية للمسرح "هبيما"، ثمانين ممثلا وممثلة، إلى جانب حوالي عشرين ومائة موظف... 21. الإعلام: صنف التقرير السنوي لحرية الصحافة لعام 2017م، الصادر عن مؤسسة "فريدوم هاوس" إسرائيل دولة حرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في المرتبة 64 عالميا. وفي مؤشر حرية الصحافة لعام 2017م الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، وُضعت إسرائيل في المرتبة 91 من بين 180 دولة، وفي المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهناك أكثر من عشر لغات مختلفة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، مع اللغة العبرية باعتبارها السائدة. والصحافة باللغة العربية تلبي احتياجات المواطنين العرب في إسرائيل، مع انتشارها في المناطق التي تحكمها السلطة الوطنية الفلسطينية. وخلال عقد 1980م وعقد 1990م، خضعت الصحافة الإسرائيلية لعملية تغيير كبيرة، حيث أصبحت وسائل الإعلام تدريجيا تحت تحكم عدد محدود من المنظمات، في حين أن الصحف التي نشرتها الأحزاب السياسية بدأت تختفي. أما اليوم، فتهيمن ثلاثة تكتلات كبيرة ومملوكة ملكية خاصة في "تل أبيب" على وسائل الإعلام الجماهيرية في إسرائيل. وأما الإعلام الصهيوني العالمي الداعم لإسرائيل، فقد وضع أسسه "هرتزل"، في افتتاحية العدد الأول من أسبوعية الحركة الصهيونية "دي وولت"، في الثالث من يونيو عام 1897م، في قوله "بأنه يجب على هذه الصحيفة، أن تتحول إلى درع حامية للشعب اليهودي، وتكون سلاحاً ضد أعدائه". وهذه الطريقة التي كان يفكر بها "هرتزل"، ما تزال طريقة تفكير كل الصحافيين الإسرائيليين تقريبا. انتبه مؤسسو إسرائيل، إلى مكانة الإعلام، منذ عهد "هرتزل"، كما أسلفنا؛ لكنهم تعاملوا معه قبل تأسيس إسرائيل بوصفه إحدى أهم أدوات بناء الدولة. وليس سرا أنه قبل عام 1948م، أنشأت الحركة الصهيونية إذاعة موجهة للشعب اليهودي، وشرعت تطبع أربع عشرة صحيفة، بينها أربعٌ ناطقة بالعربية؛ ومن بين هذه الصحف، اثنتان على الأقل، تعدّان اليوم مرجعا للأخبار التي تخص إسرائيل في العالم، وهما صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت". ولقد اقتفى "ديفيد بن غوريون"، أول رئيس وزراء لإسرائيل، أثر "هرتزل"، في العناية بالإعلام، فأعلن بعد توليه منصبه تأسيس "هيئة رؤساء تحرير الصحف"؛ وهي الهيئة التي تشير كثير من الدراسات، إلى أنها كانت تتبع لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، الذي تحكم بصورة كبيرة، في المعلومات التي يجب أن تنشر أولا. ومن باب الإنصاف القول إن الصحف الإسرائيلية تنجح في كثير من الأحيان في كشف ما يدور في كواليس السياسة في "رام الله"، بينما لا ينجح الفلسطينيون أنفسهم في ذلك. ومع كل صباح يطالع كثير من الفلسطينيين الصحف الإسرائيلية المختلفة، ليعرفوا ما يدور عندهم. ويرى المختص في الشؤون العبرية "أكرم عطا الله"، أن الإعلام الإسرائيلي أصبح له كل هذا الحضور والمساحة، في الصحف الفلسطينية والعربية، بسبب تراجع الإعلام المحلي والعربي أيضا. ولقد استولى اليهود بالتمام، على وكالات الأنباء العالمية، والصحافة، وشبكات التلفزيون والإذاعة، وصناعة السينما، والبرامج التلفزيونية، والمسرح، وصناعة الطباعة والإذاعة، وصناعة الطباعة والنشر والتوزيع، والموسوعات، ومؤسسات الاستشراق، والمنابر الكنسية، ومؤسسات الدعاية والإعلان، ووسائل إعلامية أخرى يصعب تصنيفها تحت أي من الوسائل السابق ذكرها؛ وانبسطت السيطرة الصهيونية على هذه الوسائل، واستطاعوا بكل اقتدار استخدامها في إدارة مصالحهم وتوجيه الرأي العام العالمي لصالحهم، وتهديد وفضح كل من يقف في وجههم أو يعارض مشروعاتهم. ومن اجترأ على معارضة مشاريعهم، فإن وسائلهم الإعلامية تصرعه وتفضحه وتهاجمه في كل مكان؛ حتى تسقطه بالضربة القاضية. ولنذكر هنا ما فعلته وسائل الإعلام الفرنسية بـ "البروفسور طارق رمضان"، الذي لم يكن أحد يصمد لمواجهته إعلاميا في البلدان الناطقة بالفرنسية والإنجليزية؛ ولكنه بعد الحملة التشويهية الممنهجة ضده، لا يكاد يظهر الآن. والغريب، هو أن الشعوب، رغم كل ما يُقال، تنصاع لوسائل الإعلام وإن كانت كاذبة!... 22. المتاحف: يعد متحف "إسرائيل" في القدس أحد أهم المؤسسات الثقافية في إسرائيل، ويضم مخطوطات البحر الميت، إلى جانب مجموعة واسعة من الآثار اليهودية والفن الأوروبي. ومتحف "ياد فاشيم" الوطني لذكرى "المحرقة"، هو الأرشيف المركزي العالمي للمعلومات المتعلقة بـ "الهولوكوست". ويعد متحف "الشعب اليهودي" في "بيت التفشي" في حرم جامعة "تل أبيب"، متحفا تفاعليا مخصصا لتاريخ المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم. وبصرف النظر عن المتاحف الكبرى في المدن الكبيرة، توجد مساحات فنية عالية الجودة في العديد من المدن والكيبوتسات. و"ميشكان لومانوت" في كيبوتس "عين هارود مهاد"، هو أكبر متحف فني في شمال البلاد. وتمتلك إسرائيل أكبر عدد من المتاحف للفرد في العالم. كما أنّ العديد من المتاحف الإسرائيلية مخصَّصة للثقافة الإسلامية، بما في ذلك متحف "روكفلر" ومعهد "إل ماير" للفن الإسلامي، وكلاهما في القدس. يتخصص متحف "روكفلر" في البقايا الأثرية من الفترات العثمانية وغيرها، من تاريخ الشرق الأوسط. كما أنها موطن أول جمجمة أحفورية متجانسة موجودة في غرب آسيا. ويتم عرض مجموعة من الجماجم في متحف إسرائيل. 23. المطبخ: تشتمل المأكولات الإسرائيلية، على الأطباق المحليَّة، بالإضافة إلى المأكولات اليهودية التي أتى بها المهاجرون من الشتات إلى البلاد. ومنذ إنشاء الدولة في عام 1948م، وخاصة منذ أواخر عقد 1970م، تطور مطبخ "فيوجين" الإسرائيلي. وتبنى المطبخ الإسرائيلي، ولا يزال، عناصر من أساليب الطهي "المزراحي" و"السفاردي" و"الأشكينازي". كما أنه يشتمل على العديد من الأطعمة التي يتم تناولها بشكل تقليدي ضمن المأكولات الشامية والعربية والشرق الأوسطية والمتوسطية؛ مثل الفلافل، والحمص، والشكشوكة، والكسكس، والزعتر. كما أن "الشنيتزل"، و"البيتزا"، و"الهامبرغر"، والبطاطا المقلية، والأرز، والسلطة، هي أيضا مأكولات شائعة في إسرائيل. وإن ما يقرب من نصف السكان الإسرائيليين اليهود يحافظون على "الكوشر" في المنازل. ومطاعم "الكُوشر"، على الرغم من ندرتها في عقد 1960م، تُشكل حوالي 25% من إجمالي المطاعم اعتبارا من عام 2015م. وربما تتجلّى القيم العلمانية إلى حد كبير، عند أولئك الذين لا يتناولون "الكوشر"؛ بينما من المرجح أن تقدمه مطاعم الفنادق. ولقد كان سوق التجزئة غير متوافق مع الشريعة اليهودية التقليدية، لكنه نما بسرعة وبشكل كبير بعد تدفق المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق، خلال عقد التسعينيات. وبقي "الكوشر" متواجدا جنبا إلى جنب، مع الأسماك غير المتوافقة مع الشريعة اليهودية، والأرانب والنعام ولحم الخنزير، التي يتم إنتاجها واستهلاكها في إسرائيل بشكل متزايد، رغم القيود من قِبل كل من اليهودية أو الإسلام. 24. الرياضة: تنتشر في إسرائيل العديد من الرياضات أشهرها رياضتا كرة القدم وكرة السلة، اللتان تحظيان بشهرة شعبية واسعة. ويتنافس على كأس الدوري الممتاز لكرة القدم 12 فريقا أشهرهم فريقا "مكابي" حيفا و"بيتار" أورشليم؛ وتشارك إسرائيل في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وكذلك بالنسبة لكأس أوروبا لكرة السلة، بشقّي المنتخب: النساء والرجال. وبالإضافة إلى كرة السلة وكرة القدم، ففي إسرائيل تمارَس العديد من الرياضات التي تحظى بشعبية واسعة منها "التنس"، وكرة اليد، والكرة الطائرة، وكذلك الرياضات الشاطئية، والماراثونات، كماراثون طبريا السنوي؛ بالإضافة إلى الرياضات الحديثة، كـ "البيسبول" وكرة القدم الأمريكية، و"الكريكت"، مع الرياضات القتالية وألعاب القوى. ويعد معهد "فينغيت" في نتانيا أحد أعمدة تدريب وتخريج الرياضيين، وهو الأشهر على مستوى إسرائيل. تشارك إسرائيل في دورة الألعاب الأولمبية، منذ منتصف القرن الماضي، كما تحتضن إسرائيل نسختها الخاصة باليهود من هذه الدورة، والتي تعرف باسم "المكابياه" والتي تقام مرة كل أربع سنوات، منذ عام 1932م، وقد اعتبر الفلسطينيون مهرجان "المكابياه" (الماكابياد) الذي أقيم عام 1932م عنصريا، فهو بحسب رأيهم كان هدفه تهميش الفلسطينين العرب، وجعل اليهود مهيمنين على الساحة الرياضية دون تمكين السكان العرب من المشاركة. ويظهر من كل ما مرّ، أن إسرائيل تسير في أمورها سيرا متناقضا: فهي من جهة تقتفي أثر الدول الأوروبية في مختلف جوانب نموها وحداثتها، على ما لنا من تحفظات على الحداثة؛ ومن جهة أخرى تحافظ على نظام "الأبارتهايد" بخصوص الفلسطينيين والعرب عموما، والذين تعتبرهم عرقا أدنى من اليهود. ويظهر أيضا تناقض إسرائيل، في حرصها على إحراز التقدّم التقاني والعلمي، بينما هي تغرق في العقائد البدائية للشعوب القديمة، والتي يُنظر إليها على أنها موروث ديني؛ بينما الدين الآن لا تُقبل منه إلا الصورة المحمدية الأصيلة، والتي لا يكاد المسلمون أنفسهم يعرفونها. ويكفي من أجل تبيّن الانعكاس في الأمر، أن نعلم أن الدين نازل من السماء، فما لم يسمُ بصاحبه نحو الأخلاق الإلهية، فإنه يكون دالا على أنه قد تحرّف وغُيّر اتجاهه. وهنا ينبغي أن نتوقف قليلا عند حال الفلسطينين والعرب عموما، لعل الصورة تكتمل... |